نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 82
قصير الذنابى والقدامى كأنها ... قوادم نسر أو سيوف بواتر
ورقش منه جؤجؤ وكأنه ... أعادته إعجام الحروف الدفاتر
وما زالت الأضمار حتى صنعته ... وليس يجوز السبق إلا الضوامر
وتحمله منا أكف كريمة ... كما زهيت بالخاطبين المنابر
وعن لنا من جانب السفح ربرب ... على سنن تستن منه الجاذر
فجلى وحلت عقدة السير فانتحى ... لأولها إذا أمكنته الأواخر
يحث جناحيه على حر وجهه ... كما فصلت فوق الخدود المعاجر
وما تم رجع الطرف حتى رأيتها ... مصرعة تهوى إليها الخناجر
الصنف الثاني من الصقر وهو الكونج
ويسمى بمصر السقاوة ونسبته من الصقر كنسبة الزرق إلى البازي إلا أنه أحر منه، ولذلك هو أخف منه جناحاً، وأقل بخراً، وهو يصيد الأرنب، ويعجز عن الغزال لصغره، ويصيد أشياء من طير الماء ويدركها، وشدة نفسه أقل من شدة بدنه، ولأجل ذلك هو أطول في البيوت لبثاً وأصبر على مقاساة الشقاء من الصقر
الوصف والتشبيه
قال بعض الشعراء:
إن لم يكن صقر فعندي كونج ... كأن نقش ريشه المدرج
برد من الموشى. . . أو مدبج ... وكم به للطير قلب مزعج
وكم قتيل بدم. . . مضرج ... بمثله عنا الهموم تفرج
الصنف الثالث من الصقر وهو اليؤيؤ
ويسميه أهل مصر والشام الجلم لخفة جناحيه وسرعتهما، وهو طائر صغير قصير الذنب ومزاجه بالإضافة إلى الباشق بارد رطب، لأنه أصبر منه نفساً وأثقل حركة، ويشرب الماء شرباً ضرورياً كما يشربه الباشق إلا أ، نه أبخر، ومزاجه بالنسبة إلى الصقر حار يابس، ولذلك هو أشجع منه لأنه يتعلق بما يفترسه، ويصيد ما هو أجل منه مثل الدراج والطيطوي. وأول ما يضرى على اللقلق، ويقال إن أول من صاد به واتخذه للعب بهرام جور وذلك أنه شاهد يوماً يؤيوا يطارد قبرة، ويراوغها، ويرتفع معها ولم يزايلها إلى أن صادها فاتخذه وصاد به
الوصف والتشبيه
قال عبد الله الناشئ:
ويؤيؤ مهذبٍ رشيق ... كأن عينيه لدى التحقيق
فصان مخروطان من عقيق
وقال أبو نؤاس:
قد اغتدى والصبح في دجاه ... كطرة البرد على متناه
بيؤيؤ يعجب من رآه ... ما في اليآني يؤيؤ شراوه
من سفعة طربها خداه ... أزرق لا تكذبه عيناه
فلو يرى القانص ما يراه ... فداه بالدم وقد فداه
من بعد ما تذهب حملاقاه ... لا يؤسد المكاء منكباه
ولا جناحاه يكتنفاه ... دون انتزاع السحر من حشاه
لو أكثر التسبيح ما نجاه ... هو الذي خولناه الله
تبارك الله الذي هداه
وقال أبو الفرج الببغاء:
ويؤيؤ أوحى من القضاء ... ممتع الصورة والأعضاء
ذي سفعة في خده سوداء ... مخبرة عن همة بيضاء
ومقلة صفت من الأقذاء ... تشف عن ياقوتة صفراء
يلعب منها في غدير ماء ... بعيدة الطرح والأنحاء
يخبر في الأرض عن السماء ... ألطف في الجو من الهواء
مبايناً بالطبع للمكاء ... تباين العذر من الوفاء القول في طبائع الشاهين
هذا النوع ثلاثة أصناف شاهين وأنبقي والقطامي، فأما الشاهين فقال الأصمعي اسمه بالفارسية شوذانه فعربته العرب على ألفاظ شتى سوذانق، وسودنيق وسيذنوق. ويقول أصحاب الكلام في البيزرة الشاهين من جنس الصقر إلا أنه أبرد منه وأيبس، ومن أجل ذلك تكون حركته من العلو إلى السفل شديدة وليس يحلق في طلب الطير، وصيده طائراً على خط مستقيم، وإنما يحوم لثقل جناحيه حتى إذا سامت فريسته انقض عليها هاوياً من علو فضربها، وفارقها يطلب الصعود فإن سقطت إلى الأرض أخذها وإن لم تسقط أعاد ضربها لتسقط، وذلك دليل على جبنه وفتور نفسه، وبرد مزاج قلبه وعلى كل حال فالشاهين أسرع، وأخفها، وأشدها ضراوة على الصيد، إلا أنهم أعابوه بالأباق، وربما يعتريه من الحرص حتى أنه ربما ضرب نفسه الأرض فمات، ويقولون أن عظامه أصلب من عظام سائر الجوارح، ولذلك هو يضرب بصدره، ويعلق بكفه، وقال بعض حذاق أهل هذا الشأن إن الشاهين كأسمه يعني الميزان لأنه لا يحتمل أدنى حال من الشبع، ولا أيسر حال من الجوع والمحمود من صفاته:
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 82