نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 36
والسنجاب وهو حيوان سريع الختلة، وإذا أبصر الإنسان صعد الشجر العالي، وفيها يأوي، ومن ثمرها يأكل، وهو كثير ببلاد الصقالبة، والخزر، ومزاجه بارد رطب بالإضافة إلى مزاج السباع وبالإضافة إلى مزاج الإنسان حار رطب لسرعة حركته على حركة الإنسان.
قال أبو الفرج الببغاء:
قد بلونا الذكاء في كل ناب ... فوجدناه صنعة السنجاب
حركات تأبى على السكون وألحا ... ظ حداد كالنار في الالتهاب
خف جدا على النفوس فلو ... شاء ترامى مجاوراً للتصابي
واشتهت قربه العيون إلى أن ... خلته عندها أخا للشباب
لابس جلده إذا لاح خلنا ... هـ بها في مزرة من سحاب
لو غدا كل ذي ذكاء نطوقا ... رد في ساعة الخطاب جوابي
القول في طبائع الهر
وهو ضربان وحشي وأهلي، وكل منهما له نفس غضوبة يفترس، ويأكل اللحم الحي وهو شبيه بالأسد في الصورة والأعضاء والوثب والافتراس والإحضار إلا أنه أقل حرارة من السبع، وأكثرها من سائر الحيوانات، وهو واسع الأهاب وكل حيوان مسلوخه أوسع فهو خفيف العدو، ويناسب الإنسان في أمور منها أنه يعطس ويتثاءب، ويتمطى، ويتناول الشيء بيده، ويغسل وجهه وعينيه بلعابه، وفيه أنه تحدث للأنثى قوة وشجاعة، ولهذا إذا كامنها الذكر هرب منها عند فراغه فلو لحقته قطعته، وربما رمى بنفسه من خالف، وهذه الشجاعة تكون في الذكر قبل السفاد وهي إذا هاجت آذت بصياحها أهل المكان ليلاً ونهاراً بشيء ظاهر لا يعتريها فيه فترة ولا سآمة، ولا يفعل الذكر مثل ذلك، وهي تحمل في السنة مرتين ومدة حملها خمسون يوماً، وهي تأكل أولادها، ويقال أن هذا من فرط حبها لهم ويقال إنما يعتريها ذلك من جنون يعرض لها عند الولادة أو جوع، ويضرب المثل بالهر بالتلطف عند الاستجداء والطلب وترى منه حينئذ ما يبعث المتمقت له على إيثاره وبره والميل إليه والحنو عليه، وله أصوات مختلفة عند صياحه لجراه وعند طلب ما يأكل وعند الخصام، حتى أنه يكاد يفهم عنه نفسه ما يروم من المحاورة لخصمه وعند هياجه للسفاد، وعند شربه، وفي طبعه الألف، ومعرفة الصاحب والمنزل حتى أنه ينفي إلى الأماكن البعيدة لفساد يكون منه فيعود إلى منزله بعد الأيام العديدة، وفيه من الأخلاق الحميدة أنه يراعي حق التربية والإحسان إليه ويقبل التأديب حتى أنه ربما يضرب على فعل المكروه منه فلا يعود لمثله، وربما رؤى في حانوت السمان والجزار، وبين الدجاج والحمام، ومما يخاف عليه من سائر المطاعم ولا يتعرض لها بفساد، وربما خطفها من غيره وقاتل دونها مع ما فيه من الافتراس، والاختلاس، وفي طبعه أنه إذا أطعم شيئاً أكله في مقصعه ولم يهرب، وإذا سرقه أو خطفه هرب به، فعل من سرق شيئاً من حرزه، وفيها ما يغالب الرجل على ما في يده، ويأخذ منه، ويخطفه من بين يديه ولا يخافه ولا يهابه لما فيه من الجرأة، وفي بعضها من الجرأة والشجاعة ما يقتل الحية العظيمة، والعقرب وعنده من الفطنة، وعلمه بما فيهما من السم القاتل، أنه إذا قاتلهما يضع إحدى يديه على أنفه صيانة من نفس الحية ولسع العقرب، فإنه مقتله، فإذا أكلها ترك من الحية رأسها ومن العقرب ذنبها لمكان السم فيهما، وفي ذكر السنانير ما يكون الواحد الآخر متى أراد ذلك منه غير أكراه، كما ذلك موجود في الخنازير والحمير ومن عادة الهر أن يحتاط في دفن رجيعه، وإخفاء رائحته لئلا يشمه الفأر فيهرب، وفي طبعه أنه يألف الدار لا رب الدار، فإنه ربما رحل أهله فلا يتبعهم وإن هو حمل إلى دار غير الدار التي ربي فيها لا يقيم، وربما هرب منها إلى الدار الأولى، فأما يهتدي إليها وأما يضيع ويبقى متردداً، أما وحشياً، وأما مأخوذاً وأما مقتولاً، وهو يؤثر على نفسه وذلك أن الأنثى يلقى إليها الشيء وهي جائعة فتدعو أولادها إليه وربما حملته إليهم من المكان البعيد، ولا تشاركهم فيه وفي طبعه أنه لا يأكل الحار ولا الحامض، ومتى دهن أنفه بدهن الورد مات سريعاً وجميع ما ذكرناه في طباع الأهلي، وأما الوحشي فيصيده الكلب، وغيره فيربى ويعلم الصيد فيصيد، وهو في جميع الصور، شرس الأخلاق جلده يشبه الذئب وربما سفد الثعلب الأنثى من هذا النوع فتأتي بولد لا يشبه أحدها. فصل
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 36