responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 52
إذا قطعنا النظر عن ذلك كله، وأردنا أن نشرع من فورنا في التعليم باللغة العربية صادفنا صعوبات مادية، وهي قلة المعلمين الأكفاء الذين يمكنهم تعليم الفنون المختلفة باللغة العربية، فإذا كنتم توافقون على الاقتراح المقدم إليكم كنتم كمن يحاول الصعود إلى السماء بلا سلم.
لذلك كله أرجو ألا تندفعوا في هذه المسألة وراء إحساسكم، وأن تستشيروا قبل البيت فيها العقل والحكمة إذ لا فائدة لكم أن تطلبوا طلبًا تعلمون من الآن أنه لا يقابل بغير الرفض لاستحالة تنفيذه، كل ما يمكنكم أن ترغبوه مني، وما يمكنني أن أشتغل به، وأقدمه خدمة لوطني هو السعي في تذليل تلك الصعوبة المادية وهو ما عقدت النية عليه من توسيع نطاق مدارس المعلمين، والإرساليات إلى أوربا، وتحسين حال موظفي المدارس، حتى يمكن وجود عدد كافٍ يتولى التعليم باللغة العربية كما أرغب وترغبون، وإني إذا وفقت لتحقيق هذه الأمور الثلاثة خدمت بلادي خدمة جليلة"[1].
وهذه وثيقة تاريخية غنية عن التعليق، ولم يقل ما قاله إلا تحت ضغط الظروف الواقعية، وهي فقر الأمة في رجالها ولا سيما المعلمين الأكفاء وفقر اللغة العربية بسبب الاضطهاد الإنجليزي لها، وسيطرة الأجانب على شئون مصر الاقتصادية والحكومية، وجعل اللغة الأجنبية صاحبة المقام الأول عمليًّا ورسميًّا في البلاد ثم كراهية الإنجليز لعودة العربية إلى الحياة والقوة، ولذلك عرض سعد وهو وزير ما عساه يصادف الاقتراح من صعوبات، حتى عد تنفيذه مستحيلًا.
وقد وضع محمود "باشا" سليمان تعديلًا للاقتراح، بعد سماع هذه الخطبة، بأن الجمعية العمومية تعتمد على وعد ناظر المعارف بتنفيذ المشروع بحسب الإمكان، وأخذت الآراء على الاقتراح بعد تعديله فتقرر قبوله، بيد أن ناظر

[1] كانت في 3 مارس سنة 1907. ونشرت بالمؤيد في 5 مارس 1907.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست