responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 462
وما روضة حل الربيع نطاقها ... وجرت بها الأنواء احاشية البرد
إذا حدرت فيه النعامى لثامها ... تثني عطفه الحوذان والتف بالرند
بأطيب نشرًا من خلائقه التي ... تنم برياها عن العنبر الورد
ثم ألا ترى معي أن أضعف الوصف حين شبهه بحسام تقلده الإسلام بقوله: "حتى كأنه حسان" وتشبيه الأمراء والقواد والممدوحين بالسيف معرق في القد: وما أردأ قوله: "كمال قد ثوى كل الكلام بأبجدا" فليس فيه أي رائحة من الشعر، وكان في غنى عن الالتجاء إلى التشبيه إذا أعوزته المقدرة على الابتكار. وتشبيه الرأي بالنجم الثاقب من التشبيهات المتداولة المعروفة منذ أن نظر شاعر عربي في صفحة السماء في ليلة بالنجوم ويخيل إليك أنه جدد في وصف فكر الأمير بأنه كمرآة المنجم يرى فيها اليوم ما سيأتي به الغد، ولكن ألا ترى أن هذا المعنى قد أتى في قول البحتري:
تشف أقاصي الرأي في بدأته ... لعيني، وستر غير رقيق
ولم يتورط بذكر المنجم الذي يوفق حينًا، ويضل في أغلب الأحيان؟؟ ومرأة المنجم هذه ليست مما يؤمن به العصر الحاضر وقد كانت شائعة في القديم وهي معرفته بحساب الجمل والحصر الذي أدعى الناس أن أهل البيت هم الذين ألفوا فيه، قال أبو العلاء المعري:
تعد عجبوا لأهل البيت لما ... أتاهم علمهم من مسك جفر
ومرآة المنجم وهي صغرى ... أرته كل عامرة وقفر
ولعل مرآة المنجم اليوم هو ما يسمى بالمندل، وهذا كله رجم بالغيب وقد تفرد الله بعلمه. وبعد أن انتهى الشاعر من مدح عباس والثناء على خلاله وسجاياه، ومدح آباه وأثنى على شجاعتهم وقيادتهم الجيوش يدافعون عن الخلافة، وعن البيت الحرام1:
ففسل جموع الخارجين ببأسهم ... وأتهم فيهم بالفتوح وأنجدا
وحامي عن القبر الذي عند طيبة ... وذاد عن البيت الذي عنده كذا

1 يشير إلى معاوية الجيوش المصرية للخليفة في غزوة كريت، وتهدئة الثورة في اليونان، ومحاربة الوهابيين.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست