responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 452
ومنها أن السيد طالع شعر الإفرنج، وعلم منه المهمة العليا التي ينتدب لها الشاعر لا بين أمته منفردة بل بين الأمم جمعاء أحيانًا، ومنها أن سماحته أدري بأن الشعر في بلد محتاج إلى التربية والتأديب كمصر، إذا لم يكن إلا طوائف أسطر الشعر في بلد محتاج إلى التربية والتأديب كمصر، إذا لم يكن إلا طوائف أسطر ترسم مقسومة إلى أشتر ففضل الشاعر رب المقاصد والمعاني على الوزان مقطع عروض الكلام ليس بالكبير وهو إذا بما يقتضيه من المنازلة والتجلة غير جدير.
هذا وللسيد من المقاطيع الشعرية ما لا يدع في معناه مقالًا لقائل، ولا مجالًا لجائل فلو جارى في كثيره قليله لأصبح قطبًا من أقطاب الزمان في الجمع بين البلاغة والبيان، أما طريقته العامة ما وصفناه، فالكلمة التي تغلب في وصف شعره أنه في القرن الرابع عشر المحمدي شعر البعثة الجاهلية"[1].
وهذا النقد المركز الذي صور به مطران أن شعر البكري صادق في جملته، ويحتاج إلى شيء من التوضيح؛ فالبكري جنت عليه محاكاته للقديم، ووعى من كتب الأدب الشيء الكثير، وقد يمكن أن يفيد الأديب مما قرأ في كتب الأدب من غير أن يفقد شخصيته، ومن غير أن يستغلق على القارئ، ومن غير أن يتكلف الوعورة والفخامة، واقتناص الأمثال الشاردة، والألفاظ الغريبة ولكن البكري لم يفعل ذلك بل استمد صوره وخيالاته وتعبيراته من بطون الكتب القديمة التي كان يعيش فيها بعقله وفكره ووجدانه.
وإذا تصفحت صهاريج اللؤلؤ وجدت أن البكري مغرم بحشد الأمثال، والإشارات التاريخية والألفاظ الغريبة، كأنه يباهي بكثرة ما وعت ذاكرته من ذلك، خذ مثلًا قوله في وصف "غابة بولونيا" الذي أثر أن يعبر عنه نثرًا مع أنه موضوع شعري جذاب "وكأنما كل بستان شعب بوان[2] وكل حائط سد ذو

[1] مختارات المنفلوطي ص76 ط ثانية.
[2] شعب بوان: بأرض فارس بين أرجان. والنوبندجان، وقد اشتهر بجماله، لكثرة أشجاره وأغاريد أطياره، وتدفق عيونه وطيب فاكهته، وقيل فيه:
إذا أشرف المحزون من رأس قلعة ... على شعب بوان استراح من الكرب
والهاء بطن كالحريرة مسه ... ومضطرب يجري من البارد العذب
وطيب ثمار في رياض أريصة ... على قرب أغصان جناها على قرب
وفيه يقول المتنبي:
مغاني الشعب طيبًا في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست