responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 426
شعره لا يقل عنهم احتفاء بالجديد من الموصوفات وقد أثار الأستاذ العقاد موضوع هذه المخترعات في كلمته عن عبد المطلب وقال: "ولما ظهر المذهب الحديث في الشعر حاول عبد المطلب أن يفهمه ليرد عليه ويتحداه، فلم يفهم منه إلا أنه وصف المخترعات العصرية، والآلات الحديثة والنظم في الطيارة كما كان الشعراء الأقدمون ينظمون في النوق والأفراس".
وذكر أنه لقيه بعد أن سمع قصيدته "العلوية" وسأله عن رأيه فيها فأثنى على جودة سبكها ومتانة نسجها، وذكر أن هذا موضوع طيب للتحليل، ولكن عبد المطلب عالجه على طريقته القديمة، ولم يعالجه على طريقة المحدثين، فرد عبد المطلب بأنه وصف الطيارة، فتهكم به العقاد، وقال: إنك لم تصف الطيارة التي تود أن تلاقي بها الإمام على السحب إلا كما وصف الأقدمون الناقة التي توصلهم إلى الممدوح "وموطن الخطأ أنكم تحسبون الشاعر العربي يصف الناقة؛ لأنها أداة مواصلات، فتحسبون وصف هذه الأشياء في عصرنا فرضًا على الشاعر الحديث، وليس الأمر على هذا الحسبان" وذكر أن الشاعر العربي إنما كان يصف الناقة؛ لأنها جزء من حياته يحس بها الأنس في القفار الموحشة، ويأكل من لبنها ولحمها، وينسج ثيابه، ومسكنه من وبرها، ويعرفها وتعرفه كما يتعارف الصحاب من الأحياء "ويعيب على هؤلاء الذين يتلقفون ما تخرجه المصانع من مخترعات ويروحون يصفونها؛ لأنهم لا يدرون لماذا يصفون وينظمون، وهم في هذا الوصف محاكون أقدم من الشعر الجاهلي، وأبعد من الشاعر العصري عن واصف الناقة في البيداء؛ لأن الشرط الأول في الشعر الحديث أن يصف الإنسان ما يحس ويعي، لا أن يصف الأشياء مجاراة للأقدمين عكسًا وطردًا في أنواع المجاراة[1].
على أن وصف المخترعات الحديثة يجب ألا ينظر إليه هذه النظرة، فإذا كانت الناقة في القديم جزءًا من حياة العربي البدوي، وعاملًا مهمًّا فيها، فإن المخترعات الحديثة قد ينظر إليها الشاعر على أنها ثورة الإنسان على الطبيعة، وتغلبه عليها،

[1] شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي ص49-50.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست