responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 423
فواها على تلك العقول التي ثوت ... بكفيه في لحد من الجهل ضيق
ثلاثين عامًا يكسب النيل حسرة ... على العلم دمع الوالد المتشوق
وله قصيدة في وصف ذهاب سعد زغلول إلى عميد بريطانيا يطالب هو وصحبه منه رفع الحماية عن مصر، وكيف كانت حالة البلاد في تلك الأيام، وكيف قابل الإنجليز هذا الطلب المتواضع بعنجهية وغلظة أديًا إلى قيام الثورة، وفيها يقول مخاطبًا سعد زغلول:
ما ننسى لا ننسى يومًا قمت فيه على ... سجية الليث لا وهن ولا خور
والناس هلكى تموج الحادثات بهم ... فالأرض ترجف والبأساء تستعر
"لا نوم إلا على خوف وزلزلة ... فيها، ولاضوء إلا النار والشرر
والحق بين القنا والبيض مختدر ... أو مضمر في بطون الغيب تستتر
لم تخش وقع الردى لما صدعت ... به والسيف بلمع والخطي مشتجر
عمادك الحق لا جند ولا حصن ... ولا حصون ولا بيض ولا سمر1
إلا عزائم أهلوها إذا زخرت ... ريح العظائم في تصريفها زخروا
سكوا وجوه العوادي وهي تزجرهم ... إلى المصارع ما طاشوا وما ذعروا
قامت تساورهم غضبي يؤيدها ... جند من البغي والعدوان مقتدر
في كل شعواء ترتج البلاد لها ... تستنفد الصبر لا تبقى ولا تذر
للنفي قوم وللإعدام طائفة ... وفي السجون فريق للردى حشروا
وهذا وصف قوي لابتداء الثورة المصرية، وكيف صدع سعد بالحق في وقت اشتد فيه بأس العدو، وقد خرج مظفرًا من حرب طاحنة، وذهبت مصر تؤيد زعيمها، واضطربت البلاد وزلزلت زلزالًا شديدًا، والناس يطلبون حقهم من يد عدو قوي عنيف مدجج بالسلاح ولكن سعدًا لم يقدم على الثورة إلا معتمدًا على

1 حصن: جمع حصان.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست