responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 406
إذا صاع قوم بالخلاف رأيتنا ... لبرك أيقاظًا لضرك تحذر1
أتخذل مصرًا في بنيها وهذه ... ذئاب الليالي حولها تتنمر
وقد ندد بهذا الخلاف في قوة وصرامة، وأنذر قومه عاقبة أمرهم، وأنها خسران مبين وضايع للوطن:
عبثت بوحدتنا الخطوب وأعملت ... في غرس أيدينا يد الإتلاف
والخصم يحجل بيننا للشر في ... ثوبين ثوب موافق ومنافي
متنمر يغري العداوة بيننا ... بالكيد والتفريق والإرجاف
أو ليس فيما قد مضى من عبرة ... لبني أبي والأسر ليس بخافٍ
أو لم يروا أو يسمعوا نذر الورى ... تطوى إلينا لجة الرجاف2
ولعلك تذكر قول مطران في صعيد مصر، وتعليقنا عليه بأنه لم يكن محبًّا له، ولو كان محبًّا حقًّا لرأى مساوئه مفاخر، وشينه زينًا[3] على حد4 قول الشاعر القديم:
فتضاحكنَ وقد قلنَ لها ... حسنٌ في كلّ عين من تود
وعبد المطلب كان عاشقًا لمصر ولصعيدها، يرى الجمال حيث لا يراه سواه والمحب مفتون.
سر الجمال جمال مصر إذا سرت ... ريح الشمال بها وعب النيل
بلد جريت إلى المنى في ظله ... سبحًا على اللذات وهي شكول
أرد المرابع والمصايف سادرًا ... أختال بين ظلالها وأجول
لي في الصعيد إذا شتوت منازل ... فيها سراة العالمين نزول
بهرت مصانعها الزمان ولم تزل ... للعقل فيها حيرة وذهول

1 صاع: تحامل بعضهم على بعض.
2 الرجاف: البحر: سمى بذلك لاضطرابه.
[3] راجع ص171 من هذا الكتاب.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست