نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 152
على المصريين أجمعين أن يحافظوا عليه حتى يؤدي أكله طيبًا، ألا وهو حرية مصر كاملة.
وقد ظل خليل مطران على تعاقب السنين يحفظ عهد مصطفى كامل، ويشيد بذكراه وله في سنة 1933 قصيدة ألقاها في ذكرى مرور عام على وفاة حافظ إبراهيم، ضمنها وصفًا رائعًا للنهضة القومية، التي كونت حافظًا، وكيف أن هذه النهضة هي عرس مصطفى كامل وكيف تعهدها بجهاده إلى أن مات، وبموته كانت الآية التي تم بها استقرارها[1]، وفيها يقول عن حافظ معللًا نبوغه في الوطنيات:
ما تجلى نبوغه كتجليه ... وقد هب مصطفى للجهاد
يوم نادى الفتى العظيم قلبي ... من نبا قبله بصوت المنادي2
وورى ذلك الشعور الذي كان ... كمينًا كالنار تحت الرماد
يتجلى هذا الشعور كذلك في مراثيه لرجال الحزب الوطني فيرثي محمد أبو شادي وينوه بجهادها معًا في سبيل مصر، وما لا قيا من عنت وإرهاق:
زمان قضينا المجحد فيه حقوقه ... ولم نله عن لهو ورشف رضاب
محضنا به مصر الهوى لا تشويه ... شوائب من سؤل لنا وطلاب
فداها ولم يكربه أن جار حكمها ... فذل محماميها وعز محاب
فكم وقفة إذ ذاك والموت دونها ... وقفنا وما نلوي إتقاء عقاب
وكم كرة في الصحف والسوط مرهق ... كررنا وما نرتاض غير صعاب
ويرثي الشيخ عبد العزيز جاويش فيزفر زفرة حارة، ويبكي زمن الجهاد، والأيام التي صحب فيها هؤلاء الكرام الأعزة فيقول:
طيبوا قرارا أيها الأعلام ... وعلى ثراكم رحمة وسلام
مصر التي متم فداها أصبحت ... وكأنما فيها السرور حرام
ذهب الأعزة "مصطفى" ورفاقه ... ما كاد يخلو من شهيد عام [1] مصطفى كامل لعبد الرحمن الرافعي ص396.
2 نبا: تباعد وتجافى.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 152