نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 139
لقبًا أو منحة، ولم يك في أوائل هذا القرن شاعرًا مشهورًا، بل كان مدرسًا في إحدى قرى الصعيد؛ ولذلك كله لا نراه يعنى بتوجيه المدائح للخليفة بتركيا؛ ولا يشعر كما شعر كل مسلم محب لعظمة الإسلام، وقوة دولته، وليس لعبد المطلب في ديوانه إلا قصيدة واحدة رفعها إلى عبد الحميد بعد أن أعلن الدستور سنة 1908، وعم الفرح جميع الأقطار الإسلامية، وأمل الناس خيرًا في عبد الحميد وفي دور الخلافة، فقد صور في هذه القصيدة الظلم الذي كان يرزح تحته الأتراك، وكاد يؤدي بالدولة كلها إلى هوة سحيقة ما لها من قرار، وذلك حيث يقول:
يا عيد حي وأنت خير نهار ... "عبد الحميد" بدولة الأحرار
ملك أقام على الخلافة منهم ... حرسًا وقاها دولة الأشرار
من بعد ما كاد الزمان يحلها ... بالجور دار مذلة وبوار
يخشى البريء ويأمن الباغي الردى ... والجار مأخوذ بجرم الجام
عهد مضى -لا عاد- كبل دولة الـ ... إسلام في الأغلال والآصار
فرمت مقاتلها يد الأطماع من ... دول كَلِفْن بحب الاستعمار
وتراه ينهئ الطيارين التركيين حين وصولهما إلى مصر لأول عهد الناس بالطيران، على أنهما قوة للإسلام:
طير السلام بطائر الـ ... إسلام والأسد المزير
يا طائر الإسلام يهفو ... بالعواصم والثغور
يختال في الملكوت زهوًا ... فوق آمنة العنبر1
أحييتما ميتًا من الـ ... آمال في قلب كبير
إلى أن يقول:
يا دولة الإسلام هبي يا ... كواكبه أنيري
مدى جناحيه على ... النسرين والشعري العبور2
فلعل دائرة تجـ ... ـد عهود بعد الدثور
1 العشير: العثار والزلل.
2 الشعري: الكوكب الذي يطام في الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر، ويقال له الشعرى اليمانية وتلقب بالعبور، والنسران: كوكبان يقال لأحدهما النسر الواقع، وللآخر النسر الطائر.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر جلد : 2 صفحه : 139