responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 118
نقلت لنا الأسلام عنك رسالة ... باتت لها أحشاؤنا تلتهب
ماذا أقول وأنت أصدق ناقل ... عنا ولكن السياسة تكذب
وينفي عن المصريين التعصب الديني المزعوم بقوله:
إن أرهقوا صيادكم فلعلهم ... للقوات لا للمسلمين تعصبوا
ولربما ضن الفقير لقوته ... وسخا بمهجته على من يغضب
ثم يصف شعر قوي أخاذ صادق التصوير تلك الفظائع التي انتقم بها الإنجليز من الفلاحين المظلومين:
جلدوا ولو منيتهم لتعلقوا ... بحبال من شنقوا أو لم يتهيبوا
شنقوا ولو منحوا الخيار لأهَّلوا ... بلظى سياط الجالدين ورحبوا
يتحاسدون على الممات، وكأسه ... بين الشفاه وطعمه لا يعذب
ونلاحظ أن حافظ لم يقتصر على التنديد بسياسة الإنجليز في مصر كما فعل بعض الزعماء السياسيين حينئذاك، ولكنه حاول أن يصل إلى تفسير الحادث، والرجوع بها إلى أسبابها وعللها، وقد أشار إلى هذه الأسباب لا بوحي من العاطفة، ولكن بوحي من النظرة الصادقة إلى واقع الحال، فعزاها إلى غرور مستشار الداخلية، واستسلامه للغضب، ولجوئه إلى العنف والشدة، وأشار بعد ذلك إلى الدرس الذي يجب أن يحذقه ذوو الشأن من مثل هذه الحادثة حيث يقول:
أو كلما باح الحزين بأنه ... أمست إلى معنى التعصب تنسب
كن كيف شئت ولا تكل أرواحنا ... للمستشار فإن عدلك أخصب
قد كان حولك من رجالك نخبة ... ساسوا الأمور فدربوا وتدربوا
أقصيتهم عنا وجئت فتية ... طاش الشباب بهم وطاش المنصب
ويختمها بلوم مصر والسخرية من أهلها:
وإذا سئلت عن الكنانة قل لهم ... هي أمة تلهو وشعب يلعب
واستبق غفلتها ونم عنها تنم ... فالناس أمثال الحوادث قُلّب

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست