responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 115
يا دولة فوق الأعلام لها أسد ... تخشى بوادره الدنيا إذ زأرا
يئول عرشك من شمس إلى قمر ... إن غابت الشمس أولت تاجها القمرا
من ذا يناديك، والأقدار جارية ... بما تشائين الدنيا لمن قهرا
إذا ابتسمت لنا فالدهر مبتسم ... وإن كشرت لنا عن نابه كشرا
ويعلل قوة الإنجليز بالشورى والعدل، والتعاون:
لا تعجبن لك عز جانبه ... لولا التعاون لم تنظر له أثرًا
خبرتهم فرأيت القوم قد سهروا ... على مرافقهم والملك قد سهرا
ولا يكتفي بمجرد إعجابه بهم، ودعوته المصريين إلى تقليدهم، والتطلع إلى ما يحتلونه من مكانة بين أمم الأرض، ولو فعل ذلك لكان ولا شك غير ملوم على ثنائه عليهم، ولكنه يشيد بما عملوا من إصلاح في مصر، ويردد ما قاله كرومر في خطبة وداعة من المن على مصر بإصلاحاته. استمع إليه يودع كرومر الداهية وكيف يثني عليه، وإذا تذكرنا أن كرومر كان مكروهًا من عباس، وأنه صديق محمد عبده لا تعجب لموقف حافظ:
سنطري أياديك التي قد أفضتها ... علينا فلسنا أمة تجحدا اليدا
أمنًا فلم يسلك بنا الخوف مسلكًا ... ونمنا فلم يطرق لنا الذعر مرقدًا
وكنت رحيم القلب تحمي ضعيفنا ... وتدفع عنا حادث الدهر إن عدا
ولولا أسى في دنشواي ولوعة ... وفاجعة أدمت قلوبًا وأكبدا
ورميك شعبًا بالتعصب غافلا ... وتصويرك الشرقي غرًا مجردًا
لذبنا أسى يوم الوداع لأننا ... نرى فيك ذاك المصلح المتوددًا
ولكنه والحق يقال قد أوضح له بعد ذلك مساوئه في مصر، وأنه ولى الحكم آلات صماء تنصاع لأمره، ولا تبدي رأيًّا أو مشورة إلا حسب هواه، وأنه أفسد التعليم ومكَّن للغريب.

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست