responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 110
ولما قامت الحرب العالمية الأولى، وأعلنت الحماية، وكان عباس غائبًا عن مصر، فخلعه الإنجليز عن العرش في اليوم التالي لإعلان الحماية[1]. نرى شوقي يفرق من أن يصب عليه الإنجليز جام غضبهم، وأن يطوحوا به كما طوحوا بولي نعمته، فيسارع بنشر قصيدة يهنئ فيها السلطان حسين كامل بالعرش، ويعزي نفسه بأن صاحب العرش في مصر من ولد إسماعيل، وحسبه هذا سببًا يجعله من خدام العرش والمخلصين له:
أأخون إسماعيل في أولاده ... ولقد ولدت بباب إسماعيلا!؟
ونراه يلتفت سريعة إلى الإنجليز يمدحهم فيها، ولكنه لا يطيل، بيد أنه يدعو إلى التعاون معهم، وكأنه يقرر "سياسة الأمر الواقع" ولم ير بدًّا من أن يقول ما قال، وقد أعلنت الحماية على مصر، ويوجه بعد ذلك الكلام إلى مصر البائسة، ويطلب منها أن تستسلم للقضاء، ويخبرها أن الرواية لم تتم فصولها بعد. وهذا ولا شك تغير في موقف شوقي إزاء الإنجليز اقتضته الظروف التي جرت على غير ما يهوى. استمع إليه يقول في هذه القصيدة:
الملك فيكم آل إسماعيلا ... لا زال بيتكم يظل النيلا
لطف القضاء فلم يمل لوليك ... ركنًا ولم يشف الحسود غيلا
ويقول في مدح الإنجليز:
الله أدركه بكم وبأمة ... كالمسلمين الأولين عقولًا
حلفاؤنا الأحرار إلا أنهم ... أرقى الشعوب عواطفًا وميولا
أعلى من الرومان ذكرًا في الورى ... وأعز سلطانًا وأمنع غيلًا
لما خلا وجه البلاد لسيفهم ... ساروا سماحًا في البلاد عدولًا
وأتوا بكبارها وشيخ ملوكها ... ملكًا عليها صاحًا مأمولًا

[1] أعلنت الحماية على مصر في يوم 18 من ديسمبر 1914، وفي يوم 19 من ديسمبر خلع عباس عن العرش وولى السلطان حسين كامل، وراجع الوقائع المصرية عدد 19 من ديسمبر سنة 1914.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست