responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 73
ب- طه حسين والبيئة الثانية:
ويبين مما تَقَدَّمَ أن بيئة التكوين الصحفي قد هيَّأَت لطه حسين كاتب المقال الصحفي قدرات تميز بها في بيئته الثانية، بيئة المشاركة العامة بعد ثورة 1919، ونعني قدرات: الشرح والتفسير والاعتماد على الحجج المنطقية العاطفية لتأكيد ما يذهب إليه، أو لتدعيم نزالياته، وتلك هي قدرات "كاتب المقال الصحفي"[1].
وفي هذه البيئة الصحفية الثانية التي بُنِيَت فيها الحركة الوطنية على أساس المفاوضات المصرية البريطانية، تألَّق قلم طه حسين مع غيره من كُتَّاب المقال الصحفي في مصر، ذلك أن حرية الصحافة قد أُطْلِقَت بالرغم من القيود الرسمية المفروضة عليها، وأكبر الظن أن لبعثة ملنر دخلًا في تقرير هذه الحرية التي بدونها يَعِزُّ على البعثة فهم الموقف على حقيقته، كما أشار تقرير ملنر إلى ذلك2, وفي هذه الأثناء أصدر محمود عزمي جريدة الاستقلال "في مايو 1921, وهي الصحيفة التي حرَّرَ فيها طه حسين وكتب مقالاته بعد عودته من باريس، واتَّسَمت هذه الصحيفة بخلوِّها من العنف الذي أثر عن جريدة "الأخبار", ثم نقل امتياز "الاستقلال" فيما بعد إلى جبرائيل تقلا صاحب "الأهرام"، ومن اسم "الاستقلال" يبين ارتباطها بالفترة التي نشأ فيها الخلاف بين الوطنيين على مسائل المفاوضات"3.
ولعل في ذلك ما يفسِّرُ مفهوم طه حسين لمهمته في الصحافة المصرية بعد الثورة، ذلك أن العلماء والمفكرين "سيكونون هم الذين يحققون التوازن بين الساسة حين يختلفون، وسيقضون بينهم فيما يضطرون إليه من الاختلاف"[4], ولذلك آثر الصحف "المعتدلة" التي لا تميل إلى جانب متطرف، فيكتب في "الاستقلال" و"الأهرام" مقالات يتناول فيها السياسة المصرية العامة ويذهب

[1] الدكتور عبد اللطيف حمزة: المدخل في فن التحرير الصحفي ص218.
2، 3 الدكتور إبراهيم عبده: تطور الصحافة من205.
[4] مذكرات طه حسين ص258.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست