responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 52
مدرسة الجريدة
مدخل
...
ب- مدرسة الجريدة:
ترتبط مدرسة "الجريدة" بمعلمها لطفي السيد، كما ترتبط بتيار التجديد في البيئة الصحفية العامة قبل صدور "الجريدة", حين أتمَّ لطفي السيد دراسة الحقوق سنة 1894, وأنشأ مع زملائه: عبد العزيز فهمي وأحمد طلعت وحامد رضوان ومحمد بدر الدين والدكتور عبد الحليم حلمي وعلي بهجت ومحمد عبد المطلب جمعية سرية غرضها "تحرير مصر"[1], ويتبين هذا الارتباط من الالتقاء الفكري والحياتي مع الأستاذ الإمام وقاسم أمين وسعد زغلول[2], والذي ظهرت إرهاصاته الأولى في مجلة "الموسوعات" التي أنشأها محمود أبو النصر، حين نشر لطفي السيد مقالًا بعنوان "مشخصات الأمة"[3] نادى فيه بإصلاح الحروف العربية، وأشار إلى طائفة من الآراء الإصلاحية الأخرى[4].
على أن اتجاهات التجديد التي ذهب إليها لطفي السيد والتي تمثلها الجيل الجديد، إنما ترتبط باشتغاله بالصحافة في المحل الأول، في جريدة "الجريدة" التي انتخب مديرًا لها ورئيسًا لتحريرها لمدة عشر سنوات[5], وكان من الممكن ألّا تترك "الجريدة" تأثيرها في الجيل الجديد والجيل الذي تلاه إن لم يكن محررها لطفي السيد بطبعه رائدًا ومعلمًا أكثر منه صحفيًّا وسياسيًّا، فإنا لا نرى صحيفة من الصحف المصرية قبل الحرب العالمية الأولى قد عُنِيَت بالمجتمع المصري عناية الجريدة به[6]. الأمر الذي جعل من "الجريدة" مدرسة فكرية لها روَّادُها وتلامذتها بفضل محررها الذي خرج بها من النطاق الحزبي الضيق إلى آفاق أرحب من التوجيه والإرشاد والتثقيف, فأصبح لطفي السيد بحقٍّ معلم هذا الجيل[7].

[1] أحمد لطفي السيد: قصة حياتي ص35، 37.
[3] أحمد لطفي السيد: قصة حياتي ص35، 37.
[4] عبد العزيز شرف: لطفي السيد فيلسوف يقظة أمة ص40.
[5] المرجع نفسه ص45.
[6] الدكتور عبد اللطيف حمزة: أدب المقالة جـ6 ص117.
[7] الدكتور حسين فوزي النجار: الجريدة تاريخ وفن.
1- مدرسة الجريدة وجيل طه حسين:
وهكذا أصبحت الجريدة مدرسة الجيل الجديد[1]، فمحررها كما يقول طه حسين "أستاذ الجيل غير منازع، وهو الذي علَّمَ الشباب المصريين حقَّ الأمة في أن تحكم نفسها بنفسها, وعلَّمَهم أن مصر يجب أن تكون لأبنائها, وأن تخلص لهم من دون الترك العثمانيين أصحاب السيادة حينئذ، ومن دون الإنجليز المحتلين"[2].
ذلك أن عناية لطفي السيد بتلاميذه من جيل طه حسين, من الذي تمثَّلوا مذهبه ودعوته وأسلوبه في "الجريدة" تمتد إلى إفساح مجال الكتابة لهم على صفحاتها[3]، كما تعهد أساليبهم ومعارفهم بالصقل والتهذيب, وقراءاتهم بالتوجيه والإرشاد، كما سيبين من صلة طه حسين بلطفي السيد.
ويتفاوت تأثير الجريدة في روَّادها وتلاميذها بتفاوت اتصالهم بها

[1] الدكتور حسين فوزي النجار: الجريدة تاريخ وفن.
[2] من كلمة الدكتور طه حسين في تأبين لطفي السيد ص14.
[3] الدكتور حسين فوزي النجار: نفس المرجع: لطفي السيد والشخصية المصرية ص 138.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست