responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 353
التحليل الصحفي
مدخل
...
أ- التحليل الصحفي:
وإذا كان طه حسين قد تمثَّل وظيفة التفسير والتبسيط في "التحليل الثقافي" كما تقدَّم، فإن هذه الوظيفة من أهم وظائف الفن الصحفي الحقيقي، لأنها تدور حول التفسير وإلقاء الضوء على الأنباء، وبيان آثار الأحداث في حياة الناس[1]. الأمر الذي يقتضي إتقان الفن الصحفي، وهضم المسائل العويصة، وسبر أغوارها بحيث يستطيع كاتب المقال التحليلي أن يتحدث عن أعظم الحقائق في أبسط الألفاظ[2]. ولقد تبين من دراسة مقومات الاتصال الصحفي عند طه حسين توافر هذا الإتقان، الذي ينتج مقالًا تحليليًّا في لغة الاتصال بالجماهير، التي تتميز بالبساطة والوضوح، والوظيفية الهادفة في أداء المضمون الصحفي.
من هنا يمكن القول أن "التحليل الصحفي" عنصر مكمّل "للنبأ" بمعنى أنه "يثريه" ويكسب مدلوله دلالات أوسع، ويقربه للقارئ ولاهتماماته، بل قد يثير لديه اهتمامات جديدة, ويوسع أفقه بما يجذب انتباهه، وما يمتد إليه فضوله[3]. على أن "التحليل الصحفي" يضيف كذلك عنصر "الرأي" إلى "عنصر الخبر", ويكسب فهمه للحدث عمقًا، كما يتيح فرصة تصور معاني للحدث من أكثر من زاوية، وانطلاقًا من أكثر من رؤية.
غير أن "التحليل الصحفي" عند طه حسين يضيف إلى هذين العنصرين عنصرًا ثالثًا مستفادًا من رؤياه النقدية، ونعني بهذا العنصر "التقويم", الذي لا يقتصر فقط على مجرد نقل النبأ وعرضه، أو إبداء الرأي فيه، ولكنه "يقوم" الرأي و"يقوم" النبأ، من خلال رؤياه الصحفية والفكرية لموضوع المقال.

[2] الدكتور إبراهيم إمام: دراسات فن الفن الصحفي ص67.
[3] جلال الدين الحمامصي: مرجع سبق ص259.
أولًا: "توقيت" المقال التحليلي
ويبين مما تقدم أن عامل التوقيت أو الجدة الزمنية، يقتضي من التحليل الصحفي أن يقوم على نبأ جديد، يفضل أن يكون هذا النبأ منشورًا في نفس العدد الذي يقدَّم فيه التحليل[1].
على أن هذه القاعدة تتضمَّن بعض الاستثناءات، منها، أن التحليل في بعض الأحيان يتعين عليه أن يسبق حدوث الحالة الخبرية، وأن يتركَّز أو ينطوي على عناصر توقع، متعرضًا بالدراسة للاحتمالات المنتظرة.
ومن ذلك ما كتبه طه حسين بعنوان: "غيوم"[2]، يقول في هذا المقال:
"يظهر أن بجوِّ السياسة المصرية الخارجية غيومًا، لعلها خفيفة رقيقة ليس وراءها شيء، ولعلها ثقيلة خفيفة وراءها أشياء، ولعل الأيام المقبلة

[1] جلال الدين الحمامصي: مرجع سبق ص259.
[2] كوكب الشرق في 28 مارس 1933.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست