responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 184
فن العمود الصحفي
مدخل
...
فن العمود الصحفي:
ويرتبط هذا الفن المقالي كذلك بما اتصف به النصف الأول من هذا القرن في نهايته من عامل السرعة من جهة، وبالضغوط التي تعرَّضَت لها الصحافة المصرية، كما يبين من التشريعات الخاصة بالنشر منذ الثلث الأخير من القرن الماضي، والتي بلغت ذروتها في الحرب العالمية الثانية، كما تبيَّنَ فيما تَقَدَّمَ؛ بحيث أصبح المقال الموقَّع في الصحف اليومية في مواجهة ضغوطٍ لا تنبع كلها من داخل صناعة الصحف، وإنما تنبع من أعمال الرقابة الإدارية على الصحف, مستغرِقَةً أكثر السنوات التي عاشتها الصحافة الحديثة[1].
وتأسيسًا على هذا الفهم، فإن فنَّ العمود الصحفي يرتبط بهذه الظروف التي ذهبت بمقاله إلى التوسُّلِ بالرمز، كما تَقَدَّمَ، فقد أُعْلِنَت الأحكام العرفية في مصر حين أُعْلِنَت الحرب الثانية سنة 1939، ثم رُفِعَت بعد ست سنين، ولكنها لم تلبث أن أُعِيدَت حين أُعْلِنَت حرب فلسطين، ثم رُفِعَت بعد ثلاث سنين2 "فقد استمتعنا إذن -كما يقول طه حسين3- بالحرية الكاملة ثلاث سنين أثناء ثلاثة عشر عامًا. ومن قبل الأحكام العرفية الأولى كانت انقلابات سياسية لم يكن خطرها على حرية التفكير والتعبير أقل من خطر الأحكام العرفية؛ بحيث نستطيع أن نقول غير مسرفين: إننا حرمنا الحرية الحرة أكثر من خمس عشرة سنة في أقل من ربع قرن، والحرية قوام الحياة الأدبية الخصبة، فإذا ذهبت أجدب الأدب وعقم التفكير ما في ذلك شكّ, وقد قال نابليون ذات يوم: "ليس لدينا أدب جيد، وتبعة ذلك على وزير الداخلية", فقد أحسَّ نابليون إذن أن رقابة وزير الداخلية على الكُتَّاب قد ذهبت برونق الأدب واضطرته إلى العقم والجدب، كان ذلك منذ قرن ونصف قرن4، ويذهب طه حسين إلى أن حياة الناس من هذه الناحية لم تتغَيَّر رغم اختلاف العصور5.
ذلك أن فنَّ القول في حياتنا الحديثة يعيش على "الإذاعة والنشر لا على إحسان المحسنين وعطف أصحاب الثراء والسلطان على الأدباء؛ فالأديب

[1] جلال الدين الحمامصي: الصحيفة المثالية ص245.
2، 3 خصام ونقد ص9.
4، 5 المرجع السابق ص10.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست