responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 125
الأسلوب الصحفي:
وتأسيسًا على ما تَقَدَّمَ، فإن الأسلوب الصحفي في مقال طه حسين يقوم على خصائص عقلية، تحدثنا عن طرف منها فيما تَقَدَّمَ، ولكن هذه الخصائص العقلية ترتبط بخصائص فنية في التعبر ارتباطًا وثيقًا، في إطارٍ من عناصر الأصالة والتجديد التي تميِّزُ مقاله على العموم، وتميِّزُ معجمه اللغوي ومناهجه في التأليف والتركيب، ولذلك يذهب طه حسين إلى أن "مذهبنا في تصوُّرِ الأشياء مهما يختلف فسينتهي دائمًا عند طائفة من الأصول التقليدية لا سبيل إلى التَّحَوُّلِ عنها"1, ومصادر هذه الأصول عند طه حسين تتمثل في طبيعة اللغة العربية وثقافته القرآنية2، والمحافظة التي يتماز بها الجيل العربي بين الأجيال3، ولقد كان للجماعة اللغوية الأزهرية فضل تأسيس الملكات الأولى لطه حسين، فكل ما يمتاز به أسلوبه من الرصانة القوية، والفصاحة العربية الممتازة, يرجع إلى هذه الفترة التي تعلَّم فيها دروس الأدب على شيوخ الأزهر وخاصَّة الشيخ المرصفي[4]، ويرجع هذا الأسلوب قبل كل شيء إلى التقويم القرآني للسان العربي "فالذين يحفظون القرآن في الصبا، ويكثرون قراءته ويجددونها, أصحُّ الناس نطقًا بالعربية وأقلهم تخليطًا فيها" كما يقول طه حسين5، الذي يذهب كذلك إلى أنَّ القرآن هو الذي حفظ لغته العربية أن تذوب في اللغات الأجنبية الأوربية التي أجادها فأتقنها6.
وليس أدلَّ على ذلك من أن الأسلوب الصحفي في مقال طه حسين قد عني بفصاحة اللفظ وجزالته ورقيق الأسلوب ورصانته7، فلغته المعَرَّبة الفصحى مقوِّمٌ أساسيٌّ من مقوماته، أو هي القوام الأساسي الأول بين مقوماته8، وهو لذلك لا يقبل "التفريط ولو كان يسيرًا في هذا التراث العظيم الذي حفظته لنا اللغة العربية الفصحى"[9], ويذهب إلى أن العامية "خليقة أن تفنى في

1، 2، 3 ألوان ص13، 14.
[4] الدكتورة سهير القلماوي: مجلة الهلال فبراير 1966.
5، 6 سامي الكيالي: مرجع سبق ص10.
7، 8 ألوان ص14.
[9] سامي الكيالي: نفس المرجع ص107.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست