responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 115
للنمذجة الصحفية التي تقوم على رؤيا الكاتب للعالم والأشياء والثقافات، إلى أن معركة: "لاتينيون وسكسونيون" كانت معركة بين نموذجين" ثقافيين، على نحو ما نعرف عن نموذج طه حسين[1] للثقافة اللاتينية, ونموذج العقاد للثقافة السكسونية"[2].
وقد تعرَّفْنَا فيما تَقَدَّمَ على نمذجة طه حسين "للشعر القديم" بهدف تبسيطه في مرحلة التدعيم، عند الحديث عن مقالات "حديث الأربعاء", وهو نموذج: "حديقة طال عليها الزمن، وأهملت إهمالًا متصلًا، ولم تنقطع عنها مع ذلك مادة الحياة، فمضت أشجارها وشجيراتها تنمو في غير نظام، هذا النمو المهمل المضطرب"[3]. ويتوسَّلُ بنمذجة هذا الشعر إلى تبسيطه وتفسيره لرأب الصدع، وسد الهوة السحيقة بين القرَّاء المحدثين والشعر القديم، لتحقيق أغراض التدعيم في استراتيجيته القومية، على النحو المتقدم في كتابنا عن "طه حسين وزوال المجتمع التقليدي".

[1] مجلة الرسالة في 5 فبراير 1933.
[2] الجهاد في 17 يناير 1933.
[3] الجهاد في 30 يناير 1935, حديث الأربعاء جـ1 ص15. في د. عبد العزيز شرف: طه حسين وزوال المجتمع التقليدي, المقال الثقافي.
الأسلوب الواقعي:
وتأسيسًا على ما تَقَدَّمَ، فإن النمذجة الصحفية في مقال طه حسين تقوم على أسلوب واقعي يتصل بحياة المجتمع وأحداثه الخارجية، ذلك أن المقال الصحفي يفترض وجود رأيٍ عام يخاطبه ويتحدث إليه، فإذا كان المقال الأدبي يدخل في اعتباره عواطف الفرد ووجدانه، فإن المقال الصحفي يهتم بما يسمى "بالوجدان الجماعي".
وعلى ذلك, فإن بلاغة المقال الصحفي ترتبط بواقعية أسلوبه, وارتباطه دائمًا بالجو الاجتماعي، والظروف السياسية المحيطة به، حتى أننا لا نكاد نفهم هذه المقالات الصحفية في العصور المتقدمة دون الإحاطة التأمَّة بالبيئة الاجتماعية؛ وخصائص العصر الذي كُتِبَتْ فيه. ومن المعروف كذلك أن الآداب الخالدة، والمؤلفات الكبرى لا تَتَطَلَّبُ في دراستها مثل هذا العناء الذي تتطَلَّبُه القِطَع الأدبية التي يكتبها أدباء الطبقة الثانية؛ لأن الآداب العظمى الرفعية تتصل بعواطف الإنسان الثابتة، وترتبط بعلاقات بشرية خالدة، أما الصحافة فإنها تدور حول أمور اجتماعية ومناسبات معينة, لذلك كانت كتابات الطبقة الثانية في الأدب والصحافة أيضًا ذخيرة هامة للمؤرِّخ وعالم الاجتماع، تتفوق في قيمتها الاجتماعية ودلالتها التاريخية على الآداب الإنسانية الرفيعة التي يهتمُّ بها الأدباء والنقاد وعلماء الجمال.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست