responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 105
نفسها أن استحدثت حياةً جديدة في النثر ظهرت منذ حينٍ وآتت ثمرًا طيبًا, ولكنها لم تصل إلى غايتها"[1].
ويذهب طه حسين إلى أن مصر قد اختُصَّتْ بهذه الحركة، ولكل "شيء خيره وشره، وقد كان للخصومة الحزبية في مصر شرورها وآثامها، ولكن لها في الوقت نفسه حسناتها ومنافعها"2. ومن هذه المنافع ما يتعلق بالتحرير الصحفي، حيث اضطرها التنافس في اكتساب الجمهور إلى نشر الفصول والمقالات في الأدب والسياسة3, وتحقيقًا لهذا الارتباط بين فنِّ المقال والجمهور القارئ اتجهت البلاغة الجديدة نحو اليسر والبساطة، وشق المستوى العملي في أرض اللغة العربية، يفيد من خصائصها التعبيرية والاشتقاقية, وما تحتويه من عناصر الأصالة، ويربط الجمهور المصري والعربي بالحياة المعاصرة واتجاهات التجديد فيها.

[1] المرجع نفسه ص72.
2، 3 المرجع نفسه ص73.
بلاغة الاتصال بالجماهير في مقال طه حسين
مدخل
...
بلاغة الاتصال بالجماهير في مقال طه حسين:
وتأسيسًا على ما تَقَدَّمَ، فإنَّ البلاغة الجديدة في مقال طه حسين، هي بلاغة الاتصال بالجماهير، التي تمثل عناصر الأصالة ومظاهر التجديد أصدق تمثيل، فهي -كما يقول العقاد: ثمرة "اطلاعه على الأدب العربي القديم، وعلى نفائس الأدب الإغريقي واللاتيني، والأوربي ولا سيما الفرنسي"1، وهو اطلاعٌ خليقٌ أن يحبب إليه الصحة والمتانة والقوة, ويبغِّضُ إليه الزَّيْفَ والسخف والركاكة، فهو يختار ما يعلو على مقاييس المقلدين المصطنعين, وينبذ ما يستطيعه المحدودون من أصحاب الاطلاع القليل، أو أصحاب الذوق السقيم، وله في ذلك قواعد صحيحة ومراجع وثيقة، واعتماد على فكر لا يتقيد إلا بما يرضاه"2
فعناصر الأصالة إذن، لا تنفصل عن مقومات شخصيته، شأنها في ذلك شأن مظاهر التجديد، ذلك أن أسلوب طه حسين الكتابي قد تغيَّر بعد "دراسته للأساليب الأوربية، فاتخذ له نمطًا يوافق علمه بالعربية الفصيحة، وعلمه بتقسيم المقاطع والفواصل في الكلام الأوربي، كما يمثِّلُه مَنْ يجمع بين الحديث والكتابة في وقت واحد، فهو يتحدث ولا ينسى أنه يؤلف, ويكتب ولا ينسى

1، 2 سامي الكيالي: مرجع سابق ص88.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست