responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 102
ومن هنا تطرح المدرسة المقالية التي ينتمي إليها طه حسين، افتراضًا يذهب إلى أنها وضعت المقال الصحفي على بداية مرحلة جديدة من لقاء الأصالة والمعاصرة، تتمثَّلُ التيارين القديم برافديه الفرعوني والعربي، والحديث الوافد من الغرب، ولعل صفة البقاء والاستمرار التي قرنها "توينبي" بعملية "التغيير والتجديد" كما تَقَدَّمَ، هي في الحقيقة أكثر اقترانًا بعناصر الأصالة وعناصر التجديد من خلال وحدة الشعور التي وسمت البيئة المصرية. وفي ذلك ما يشير إلى عمق العوامل النفسية التي وجَّهَت مقال طه حسين، حيث برهنت مصر طوال تاريخها على قدرةٍ فذةٍ على الاستجابة، وهذا هو السر في بقائها واستمرارها وتجددها، إلّا أنَّها في استجابتها شأنها في ذلك شأن الأمم العريقة لا تخلو من حوافز المقاومة المرنة، وهي ما تضفي على الاستجابة تلك الحيوية التي تتمثَّل فيها الجديد وتصهره في قديمها ليكون النتاج قوةً جديدةً تدفع بها إلى الأمام.

بلاغة المقال الصحفي:
نخلص مما تَقَدَّمَ إلى أن المقال الصحفي فنٌّ حضاريٌّ يقوم على وظيفة اجتماعية عملية، ويتَّصل بهذا المجال الثقافي الحي الفعَّال بالعروة الوثقى، ذلك أنه يتوسَّل بأقوى المنظمات في الحياة الاجتماعية، وهي اللغة.
وما دامت اللغة هي الرابطة الكبرى بين المقال الصحفي والمجتمع، فإن النظر العلمي إلى اللغة يقتضي ألا ننظر إليها على أنها مجموعة القواعد التي نُحَصِّلُهَا ونسمِّيَها بالنحو المتواضَعِ عليه، وهي لا يمكن أن تكون وسيلة "إفادة" فحسب، بل لا يمكن أن تخضع لقواعد المنطق الصوري أو المنطق الأرسططاليسي الذي قسَّمَ الكلام إلى مخارج محدودة جعلها أسماء وأفعالاً وأدوات. فاللغة ليست هذا كله، ذلك لأنها بمفهومها الاجتماعي سلوك فردي وجماعي, وهو المفهوم الذي يقرب الشُّقَّةَ بين اللغة والفن الصحفي، من حيث أن الصحافة مرآةٌ تنعكس عليها مشاعر الجماعة وآراؤها وخواطرها، أو هي -كما يقول أوتوجروت- تجسيد لروح الأمة[1].
وتأسيسًا على هذا الفهم, فإن بلاغة المقال الصحفي تختلف عن البلاغة الجمالية لفنِّ المقال الأدبي التي تجعل من الأخير فنًّا جماليًّا، في حين ترتبط البلاغة الجديدة للمقال الصحفي بكونه فنًّا تطبيقيًّا، يدخل في اعتباره أمورًا عملية فنية اجتماعية. فالمقال الصحفي يجب أن يراعي في بلاغته: مستوى القرَّاء وثقافتهم, وسياسة الصحيفة، وقوانين المطبوعات والرقابة، والتعبير

[1] الدكتور عبد الحميد يونس "وآخرون": فن الإذاعة, سرس الليان 1958.
2 الدكتور إبراهيم إمام: مرجع سابق ص194.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست