نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 87
الفنان نفسه أو شخصيته فإن هذا لا يعني أن من حقنا إخراج هذه العناصر، وإدراجها في سيرة نكتبها، لأن هذه العناصر حين دخلت في البناء فقدت معناها الفردي الشخصي وأصبحت مادة إنسانية محسوسة. وشيء آخر وهو أن ما يصرح به الفنان، ربما لم يكن مما حدث له، بل مما يحلم به ويتمناه، وربما كان قناعاً يخفي وراءه شخصيته الحقيقية. فالعمل الفني ليس وثيقة من الوثائق التي تستعمل في كتابة السيرة، وإذا أخذ شيء من ذلك فلا بد أن يؤخذ بحذر بالغ.
وأنا اتهم الطريقة التي قد يراها بعض الناس صواباً، والتي تريد أن تكشف عن توفيق الحكيم أو تيمور أو غيرهما في شخصياتهما الروائية أو القصصية. بل أذهب إلى أبعد من ذلك، حين أرى أننا لا عرف المازني من " إبراهيم الكاتب "، ولا توفيق الحكيم من " عودة الروح " ولا العقاد من " سارة "، ذلك لأن هؤلاء حاولوا أن ينسجوا جانباً من تراجم الذاتية نسيجاً قصصياً، وللقصة مبناها، ومتطلباته وأحكماها، فكم أجرى هؤلاء من تغيير الواقع حتى تتلاءم قصصهم وتنسجم أجزاؤها؟ وكما أضافوا إليها من خيالهم؟ وكم موقف سابق فسروه، من بعد، التفسير الذي يلائم ما طرأ عليهم من نمو عاطفي وذهني؟ غير أنا قد نفيد من هذه الكتب لتعزيز الشواهد الأخرى، من رسائل ومذكرات وروايات شفوية. أما أن نكتفي بهذه الكتب وحدها، فأمر يشوه الحقائق، ويباعد بيننا
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 87