نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 80
حوله. ويقابل هذا عند المحدثين قلة اهتمامهم بالوثائق، فقليل هم الذين يحتفظون بالمذكرات والرسائل، وقد قوي الميل أخيراً عند السياسيين أو المتصلين بحياة السياسة وحياة الرقص والغناء إلى كتابة مذكراتهم، وتسجيل الرسائل التي تلقوها أو صدرت عنهم، حتى كأن السير في المستقبل ستكون سهلة ميسورة حين يتناول الكاتب حياة رجل سياسي أو حياة أحد العاملين في ميدان الغناء والتمثيل. أما فيما يتعلق برجال الفكر والأدب فإن الأمر لا يزال غامضاً، وتسجيل المذكرات واليوميات، والاحتفاظ بالرسائل مما لم ينل بعد؟ العناية الكافية.
وعند هذا الحد قد نسمع من يقول: هل يستطيع الكاتب المعني بالسير أن يعالج سيرة أي فردكان، حتى ولو توفرت لديه الشواهد اللازمة؟ وهل كل سيرة تستحق الصياغة والعناية والبناء؟ والجواب على ذلك أن كاتب السيرة جدير بالقدرة على صياغة أي سيرة تعرض له، حين يجد أمامه المسعفات من الشواهد، ولكنه يقبل على السيرة التي تعجبه أو تعجب روح العصر ونزعات القراء، أو تثير لديه رغبة ذاتية، لأن السيرة؟ كما شهد موروا؟ قد تكون تعبيراً ذاتياً عن نفسية كاتبها، وبعض الحماسة للعمل نفسه يبعث وقدة من الحياة فيه. ولذلك كان من الطبيعي ألا يقبل الكاتب على كتابة أي سيرة في الوجود؟ دون تمييز؟ أما أن كل سيرة أن تكتب فأمر كان يقول به جونسون وكولردج، ولكن الواقع ربما أثبت غير
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 80