responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 144
الأخرى، فأكثر الشخصيات التي يرسمها من ذلك الفريق الذي ينقطع قبل نهاية الشوط، لا لسوء الظروف فحسب، بل للعجز الطبيعي عن بلوغ الغاية.
وقد تدرج الكاتب تدرجا قويا ساطعا مع نمو سوء الظن في نفسه، وارتيابه فيما يدعيه الناس من حق وصدق وتدين، لأنه ركز اهتمامه في نقل صورة مريرة من النفاق والكذب، وخاصة في البيئة الدينية، وكان من ثمرة هذا التصوير اقتراب النفس التي عانت حفظ القرآن سنوات طوالا فلم تحفظه، - اقترابها من حومة العقل، لأن ذلك النوع من التدين في تلك البيئة، لم يغرس شيئا من الفضيلة لا في نفوس أصحاب الطرق، ولا شيوخ الريف ولا " سيدنا "، ولا طلبة العلم، ولا أساتذته، ولم يعلم هؤلاء الناس مرة واحدة معنى الرفق، ولم يعمق في نفوسهم مشاعر إنسانية كبيرة بحيث يستنكف أكبرهم عمامة وأوسعهم قفطانا من أن يقول له: " يا أعمى!! ".. وتحوله إلى العقل مشوب بالعاطفة، وسيظل هذان العنصران غير منفصلين في نظرته إلى الناس والأشياء: وقد أحب الكاتب الريف أكثر مما أحب بيئة الربع والأزهر، فكان في تصويره للأول، وسخريته بما فيه، ورسم صورة " سيدنا "، أقدر منه على رسم الثاني، ومن العجيب أن تعمق السخرية حيث يعمق الحب، ولكنه في الجزء الثاني صرف جهدا كثيرا في رسم

نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست