نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 111
لتوفرت لدينا عشرون سيرة مختلفة، على الرغم من أن المواد واحدة متفقة. ولو كتب هؤلاء سير أنفسهم لطالعنا أيضاً مثل ذلك العدد من السير الذاتية المتباينة. ويعتمد القائلون بتشابههما وتقاربهما، في إثبات هذا الرأي، على مثل سيرة جونسون التي كتبها بوزول فيقولون: إن بوزول كان حقاً كاتباً قديراً للسيرة، ولكن ما كتبه ليس إلا صورة مزدوجة فيها سيرة جونسون، وفيها أيضاً سيرة بوزول نفسه؛ ولم يتوفر لذلك الكاتب النجاح فيما كتب، إلا لأنه سعى السعي كله لتحسين نفسه بكتابة سيرته الذاتية، فليست سيرة جونسون إلا ذلك الشخص الذي تجسمت فيه كل أماني بوزول، حين وجد فيه؟ مصادفة لا تعمداً؟ شخصية ترضي كل نزعاته الخلقية رضاء تاماً، فكرس حياته وقلمه من أجله. إذن فالقول بأن صاحب السيرة موضوعي وصاحب السيرة الشخصية ذاتي، تعميم يخرج على منطوقه كثير من الشواهد. والقول بأن الإنسان يعرف ذاته خيراً مما يعرف ذوات الآخرين هو أيضاً قول مرسل لأن قاعدة " أعرف نفسك " لا تزال من أبعد القواعد عن حيز الإمكان [1] .
وأما الفريق الآخر فيقول: إن بينهما شركة كالتي بين كثير من الفنون الأدبية، ولكن القول باتفاقهما [1] The Art of Biography in the 18th. Cent. England، pp. 411 - 14.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 111