التغني بالحرف فيطيل في مده وهو كما قيل: لا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب، وإنما يوجد في لغة الأعاجم ولاسيما أهل خراسان وما وراء النهر، وهو لما جرت طباعهم عليه، وقد استعملوه في اللغة العربية واستعملوه في القراءة، وبعضهم يستعمله ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسطة، ويقال له أحيانا: التريق أو التفخيم بمعنى أنه ضد الإمالة.
الإمالة: والإمالة إما أن تكون إمالة شديدة أو إمالة متوسطة، وكلاهما جائز ومعمول بهما في القراءة وفي لغة العرب، ويلاحظ أن الإمالة الشديدة أن يتجنب معها القلب الخالص والإشباع المبالغ فيه.
والإمالة من لحون أهل العرب ومن الفصحاء من المتكلمين، وليس من لحون أهل الفسق وأهل الكتابين العجمِ وهي لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس، والفتح لغة أهل الحجاز.
والإمالة تكون في حرف واحد من حروف اللغة وهو إمالة الألف أي أن ينحي به نحو الياء، كما أجيز أن ينحى بالفاتحة نحو الكسرة.
وللإمالة أسباب ينبغي أن تراعي وهي أن تكون الألف مبدلة من الياء أو صائرة إلى الياء دون شذوذ ولا زيادة، مع تطرفها لفظًا أو تقديرًا، فالمبدلة من الياء كالألف في لفظ الهدى وهدى وفتاة ونواة، أو أن تكون صائرة إلى الياء كألف: حبلى.
والألف المبدلة من عين تمال باضطراد إن كانت في فعل تكسر فاؤه حين يسند إلى تاء الضمير: يأتياكما، وفي يَانَ أو في خاف فإنك تقول فيهما: بِنْتُ وخِفْتُ فتصيران في اللفظ وعلى وزن فِلْتُ بحذف العين وحركت الفاء بحركتها.