الذين تتاح لهم فرص شهود المحافل والمجامع، بل أصبح مِلْكًا مشاعًا لكل من يرغب في الثقافة الأدبية، ويجد لذة في الشعر كفن من الفنون، وستعود للإنشاد منزلته التي كانت أيام الجاهليين، حين شاعت فيهم الأمية، فانصرفوا إلى الثقافة الأدبية عن طريق الأذن.
والأذن هي الوسيلة الطبيعية لكل ثقافة لغوية، بل هي خير وسيلة لإتقان اللغة وإجادتها[1].
فإلقاء الشعر ينبغي أن تعود له مكانته بين الناس، وأن يعترف الدارس والباحث عل كيفية إلقاء الروي وحركته وطبيعة الوقف في الشعر وكيف أنه يتطلب العناية بأوزان الشعر، وذلك حتى يستطيع أن يتخير مواطن الوقف التي تتناسب مع موسيقى الشعر؛ ذلك لأن المحافظة على المعنى والنغم دليل على حسن الاختيار، وعلى معرفة بطبيعة الشعر وكيفية إلقائه، ودليل على الحس السليم لما في الأبيات من مواطن الجمال في النظم. [1] موسيقى الشعر: د. إبراهيم أنيس، ص: 163، 164.