في خطبته، والمتحدث في حديثه والراوي في روايته، وأصبح طريقًا من طرق التغلب والسبق في دور القضاء والهيئات الدولية، والمجالس النيابية، والمحافل العامة والخاصة.
وأضحى وسيلة من وسائل الدعوة والإمامة أمام الدعاة في كل ميدان من ميادين الدعوة, وسبيلا من سبل الإفصاح عما تجيش به الخواطر وتتحدث به النفوس، ومما تتحفه الأقلام من مخزون القول ونفائس الحكم.
وهذه الدراسة سميت بفن الإلقاء ولم نقل: علم الإلقاء؛ وذلك لأن الإلقاء الجيد يعتمد أساسًا على الذوق والجمال في التعبير وإدراك أحوال المستمعين، قبل اعتماده على القواعد والقوانين، وفن الإلقاء أكثر دلالة على هذا الفن من فن الكلام أو علم الكلام، فعلم الكلام يراد به معنى الجدل وسمي أصحابه بالمتكلمين.
وهذه الدراسة تعتمد أيضًا اعتمادًا كبيرا على القواعد الدراسات العلمية الخاصة بفن الإلقاء؛ ذلك لأن القواعد تصقل الموهبة وتنمي قدراتها على الأداء وتخرج كوامنها من النفس.