ومحافظة على حكمه، ولا شك أن العناية في الإلقاء بالقافية له أثره في المحافظة على تلك النغمة التي تتكرر في كل بيت.
واختيار القوافي الخفيفة الظل العذبة الرنين المواتية للمعنى تعين على إظهار النغمة الملائمة الخالية من العيوب.
وبعض الشعراء يختار القوافي التي فيها مد قبل الروي وبعده، فهذا المد يعطي للمنشد فرصة في استخدام مواهبه الصوتية وتعينه على الإلقاء الجيد.
وكانوا يتجنبون الحروف التي تكون نابية في الوزن، ويضيق بها في مجال الكلام عند الوزن، ولذا يقول ابن الأثير: واعلم أنه يجب على الناظم والناثر أن يتجنب ما يضيق به مجال الكلام في بعض الحروف، كالتاء والذال والخاء والشين والصاد والطاء والغين، فإن الحروف الباقية مندوحة عند استعمال ما لا يحسن من هذه الأحرف المشار إليها[4].
وليس العيب يكمن في هذه الأصوات المذكورة ولكن العيب في نظمها نظمًا يأتي كريهًا في الأذن.
وفي ذلك يقول المعري في مقدمة اللزوميات:
1 البيان والتبيين: للجاحظ، ص: 106.
2 العمدة، ص: 99.
3 الخصائص، ص: 85، 86. [4] المثل الثائر: ابن الأثير، ص: 69. والشعراء وإنشاد الشعر: على الجندي، ص: 120.