المكتوبة وتلك ظاهرة عامة في كل اللغات.
ففندرس يقول: لسنا في حاجة إلى القول بأننا لا نستطيع إحصاء الأصوات في لغة ما، بعدد الحروف الموجودة في أبجديتها، فكل لغة فيها من الأصوات، أكثر مما في كتابتها من العلامات، تلك حال الفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية[1].
فحين النطق بحروف اللغة نجد أن الكتابة وسيلة ناقصة لتسجيل أصوات اللغة ويرجع هذا النقص في أن الأبجديات المختلفة قد قامت على أساس الرمز لكل فونيم برمز كتابي معين يدل على جميع أفراد عائلة الفونيم. ولم تخصص هذه الأبجديات رموزًا معينة لفروع الفونيمات المتعددة وهذه إحدى عيوب تسجيل اللغة بالكتابة[2].
ومن ناحية الدلالة يرى علماء اللغة أن الكتابة لا يمكن أن تستقل بأداء الدلالة الكاملة للقيم الصوتية المعبرة عنها في لغة ما، بل لابد من اللجوء إلى القرائن الأخرى لتحديد المقصود بالرموز المكتوبة والتعود عليها حتى يزال ما يشوبها من غموض.
ويرفض: دوسوسور، شهادة الكتابة على الواقع اللغوي، ويرى أن الكتابة العرفية كثيرًا ما تقود إلى الخطأ والضلال، وأنه لا يعصم من هذا الضلال إلا أن تكون الكتابة مفسرة، ومحددًا المراد منها بواسطة ما قدمه المعاصرون لها من شروح وأوصاف[3].
ولهذا لابد من اللجوء إلى القرائن الأخرى لتحديد المقصود [1] كتاب اللغة: لفندرس، ص: 62. [2] انظر: المدخل إلى علم اللغة، ص: 83- 88. [3] في علم اللغة العام، ص: 61، 62.