وتحدث عملية الإصدار والتلقي بين المتكلم والمستمع حين تُحْدِث الأصوات تموجات في الهواء الخارجي، يستقبلها الصوان ثم تمر في القناة السمعية الخارجية إلى أن تصل إلى الغشاء الطبلي، فيهتز اهتزازات مناسبة لتلك التموجات، وتصل هذه الاهتزازات إلى الأذن الداخلية بواسطة العظيمات الثلاث، ثم تسري الاهتزازات إلى المخ فتترجم وتفسر.
فالسمع هو الحاسة الطبيعية التي لابد منها لفهم تلك الأصوات، بل إنه يتميز بأمور لا توجد في الحواس الأخرى.
ومن ذلك فإن إدراك الأصوات اللغوية عن طريق السمع يدع سائر الأعضاء للانتفاع بها في أمور أخرى إلى جانب السمع، كما يستطيع الإنسان أن يدرك الأصوات من مسافة قد لا يستطيع النظر عندها إدراك شيء، وخاصة حين تحول موانع من جبال، كما أنه يستطيع أن يدرك الأصوات واتجاهاتها، هذا إلى جانب أن الصوت قد ينتقل ضد التيارات الهوائية ولكنه مع ذلك يسمع.
السمع حاسة تستغل ليلا ونهارا، وفي الظلام والنور، في حين أن المرئيات لا يمكن إدراكها إلا في النور.
ولكي ندرك فضل السمع، علينا أن نقارن بين الإنسان الذي فقد بصره وما عليه من رقي عقلي، وبين آخر أصم لا يسمع؛ فالنبوغ والذكاء كثير الاحتمال عند الأعمى، في حين أنه نادر ما يكون عند الصُّم وإن كانوا مبصرين.
وبعد اكتشاف الراديو، أمكن أن يصبح السمع وسيلة من أهم الوسائل للتثقيف الشعبي، وأن يسمع الناس بعضهم بعضا على الرغم