والثالث: أن تخفف الهمزة الثانية، وتجعلها بين بين كقولك: أاكرمت زيدا؟
والرابع: أن تفصل بينهما بالألف، وتخفف الثانية مع بعدها من الأولى فتجعلها بين بين فتقول: آاكرمت زيدًا1؟
وهذا مأخوذ به في علم القراءة[2]، فقد قرئ بهذه الأوجه الأربعة: أأنذرتهم بالتحقيق، وآانذرتهم بالتحقيق مع الفصل، وآأنذرتهم بالتخفيف، وآأنذرتهم بالتخفيف مع الفصل، وقرئ: {أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاس} بالتحقيق، وبالتحقيق والفصل آأنت، {اأَنْت} بالتخفيف، و {آنْت} بالتخفيف مع الفصل، فإن دخلت ألف الاستفهام على: ألف ايمن الله، أو على الألف واللام لم تحذفا، وأبدل منها مدة، وإن كانا ألفي وصل؛ لأن حركتهما الفتح، وحركة ألف الاستفهام الفتح، فلو حذفتهما لالتبس الخبر بالاستخبار فتقول إذا استفهمت: آايمن الله لتفعلن؟ آالرجل في الدار؟ كما قال الله عز وجل: {قُلْ آالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنْثَيَيْنِ} و {قُلْ آاللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} .
وإذا وصلت الكلام، وكان قبل ألف الوصل ساكن حذفت ألف الوصل، وحركت ذلك الساكن، لالتقاء الساكنين.
والأصل في حركة التقاء الساكنين الكسر، نحو: {قُمِ اللَّيْل} ، أضرب الرجل سل ابن زيد، خذ اسمك، كما قال الله عز وجل: {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُه} .
1 انظر التبصرة والتذكرة: للصيمري، ص:440، 442. [2] راجع نهاية القول المفيد، ص: 182، والفوائد المفهمة، ص: 62.