كثيرة توجد في الأسماء والأفعال والحروف، هذا بخلاف همزة الوصل فإنها لا توجد إلا في أول الكلمة، ولا تقع ساكنة بحال، فخالفت همزة القطع في أنها لا تأتي ساكنة ولا توجد في وسط الكلمة ولا في آخرها.
وأما همزة القطع: فموضعها من الأفعال ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يكون الفعل الماضي على ثلاثة أحرف أولها الهمزة، وهي مقطوعة كقولك: أكل، وأخذ، وأبى، وهذه التي يسميها القراء ألف أصل، وإنما سموها أصلا، لأنها من أصل الكلمة غير زائدة فيها، وانظر في: أَذِنَ وأَمَرَ، تجد أن الهمزة هي أصلية، فاء الكلمة.
والثاني: أن يكون الفعل الماضي على أربعة أحرف أولها الهمزة فهي مقطوعة كقولك: أَكْرَمَ، وأَعْطَى، وأَنْزَلَ، أَوْحَى، أَحْسَنَ وكذلك مصادرها.
وتعتبر هذه الألف زائدة؛ لأن الأصل كرم، وعطاء، ونزل ... والهمزة في هذه الأفعال للتعدية.
والثالث: أن يقع في أول الفعل المضارع إذا أخبر المتكلم عن نفسه، وحركتها -إذا كان الفعل ثلاثيًّا أو أكثر من الرباعي- الفتح، كقولك: أنا أضرب، وآكل، وأستغفر، وأقتدر، وقوله تعالى: {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاه} .
وإن كان الفعل رباعيًّا فحركتها الضم للفرق بينهما كقولك: أنا أُكرِم، وأُعطِي، وأُحسِن، وإنما كان الثلاثي بالفتح أولى؛ لأن الفتحة أخف الحركات، والثلاثي أكثر من الرباعي، فوجب أن يكون الأخف