وأما في الأمر من الفعل الثلاثي: فكل فعل على ثلاثة أحرف في الماضي، وسكن ثانيه في المضارع، وأردت أن تأمر منه، فإنك تحذف حرف المضارعة وتزيد همزة الوصل في موضعه.
والابتداء بها على وجهين:
ما كان ثالث الفعل المضارع منه مكسورًا أو مفتوحًا، وكسرت همزة الوصل في الأمر كقولك في: يضرب، اضرب، وفي: يصنع، اصنع، والعلة في كسرها، أن حركة التقاء الساكنين الكسر.
وما كان ثانيه متحركا استغني عن ألف الوصل فيه، كقولك في: يقوم، قُمْ، وفي: يسير، سِرْ.
وما كان ثالث الفعل المضارع منه مضموما، ضمت همزة الوصل في الأمر منه تقول في: يقتل، اقتل، وفي: يخرج، اخرج، وإنما ضمت في هذا للإتباع؛ لأنه أخف في اللفظ؛ لئلا يخرج من كسرة إلى ضمة، وذلك مستثقل قليل.
والأمر مما زاد على أربعة أحرف أي في الخماسي والسداسي فهو كالأمر في الثلاثي؛ لأن أصلها ثلاثة أحرف والباقي زوائد، كقولك في الأمر: استغفر الله، انطلق، اقتدر؛ لأنه من غفر، وطلق، وقدر.
وإذا لم تسم الفاعل أي: بنيت للمجهول في شيء مما ألفه ألف وصل، ضممت أوله وكسرت ما قبل آخره؛ لأنه بني للمجهول، اتباعًا لضمه الثالث من الفعل، كقولك: استُغفر، انطُلق، اقتدر، احرنجم، والعلة في ضمه كالعلة في: اقتل في الأمر؛ لئلا يخرج من كسر إلى ضم.