{رَبِّ الْعَالَمِينَ} أو قوله: {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض} ، صفة للفظ الجلالة، أو قوله في الموصوفين من سورة الفاتحة، ومن سورة فاطر، والصفة والموصوف كالشيء الواحد لا يُفرَّق بينهما، والابتداء يكون حينئذ غير حسن؛ لأنه تعلق بما بعده لفظًا ومعنى، فإن ما بعد لفظ الجلالة متعلق به على أنه صفة له، وحكمه أنه يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده إن كان رأس آية، كلفظة العالمين من قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين} ، بل حسنه، كما ذكر الحافظ الجزري رحمه الله [1].
وكان صلى الله عليه وسلم إذا قرأ قطع قراءته آية آية [2]، فإن لم يكن رأس آية كـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ} حسن الوقف عليه دون الابتداء بما بعده، فإن وَقَفَ وأراد الابتداء وصل بما بعده.
ذلك لأن الوقف الحسن، هو الوقف على ما يؤدي معنى صحيحًا، ويؤدي فائدة من الوقوف عليه ولكنه متعلق بما بعده لفظًا ومعنى.
رابعا: الوقف القبيح:
وهو الوقف على كلام لم يتم معناه لتعلقه بما بعده لفظًا ومعنى مع عدم الفائدة، أو أفاد معنى غير مقصود أو أوهم فساد المعنى، فهذه أنواع ثلاثة وهذا تفصيلها. [1] انظر كتاب: التمهيد في علم التجويد: لابن الجزري، ص: 62، والنشر، ج: 1، ص: 226. [2] رواه أبو داود والترمذي وأحمد.