رضي الله عنهما قوله: لقد عشنا برهة من دهرنا، وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد -صلى الله عليه وسلم- فنتعلم حلالها وحرامها، وما ينبغي أن يوقف عنده منها، كما تتعملون أنتم اليوم القرآن، ولقد رأيت اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان؛ فيقرأ مما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زاجره، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، وينثره نثر الدقل[1].
وقد روى هذا الحديث أيضا بخلاف يسير، الحافظُ ابن الجزري في كتابه: النشر في القراءات العشر[2]، وفيه دلالة على أن الصحابة كانوا يتعلمون الوقف على ما تمَّ معناه، وصلح البدء بما بعده، سواء كان الوقت تامًّا أم كافيا، وفي كلام الإمام علي -رضي الله عنه- في تفسير معنى الترتيل، دليل على وجوب تعلمه ومعرفته، وفي كلام ابن عمر دليل وبرهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة رضوان الله عليهم.
التعريف به
لغة: هو الكفُّ والحبس، يقال: أوقفت الدابة أي: حبستها.
واصطلاحا: هو عبارة عن قطع الصوت عن آخر كلمة زمنا؛ ليتنفس فيه القارئ عادة، بنية استئناف القراءة لا بنية الإعراض عنها[3].
قال في البرهان: ولابد معه من التنفس، ولا يأتي وسط الكلمة، ولا فيما اتصل بخلاف السكت والقطع. [1] الدَّقل هي: أردأ التمر- في القاموس المحيط- وذكر الحديث أبو جعفر النحاس، المتوفى سنة: 338هـ، في كتاب: القطع والائتناف، ص: 78. [2] النشر في القراءات العشر، ج: 1، ص: 225. [3] راجع: منار الهدى في بيان الوقف والابتدا: للأشموني، ص: 12، 13. والنشر، ج: 1، ص: 225. ولطائف الإشارات: للقسطلاني، ج: 1، ص: 220.