عني المحدثون بدراسة أصوات اللين، ووضع المقاييس لها عناية فاقت عنايتهم بالأصوات الساكنة، وتعددت تجاربهم في تسجيل مقاييس أصوات اللين فوق أُسطوانات؛ ليرجع إليها طالب اللغات فيسمعها ويقلدها حتى يتقنها.
ورغم أن الأساس في تكوين هذه المقاييس هو موضع أول اللسان بالنسبة للحنك الأعلى، أو موضع أقصى اللسان بالنسبة لأقصى الحنك، ورغم أن هذا هو الأساس، فقد لاحظ المحدثون أن شكل الشفتين يختلف مع كل من هذه المقاييس، وتأثر الشفتين مع كل هذه المقاييس أمر لا يصح إغفاله في وصفها، فالشفتان مع الأصوات: a-e-i، منفرجتان، وليس فيهما استدارة أو بروز، أما في حالة الأصوات: a-u-o-à، فتبدأ الشفتان في الاستدارة حتى تصلا إلى أقصى ما تصل إليه من كمال في الاستدارة مع الصوت[1].
ورغم أن جميع أصوات اللين تشترك في صفات خاصة، أهمها: أنها كلها مجهورة، وأن مجرى الهواء معها لا تعترضه حوائل في مروره، بل يندفع إلى الحلق والفم حرا طليقا، فرغم اشتراكها في مثل هذا، فقد قسمها العلماء إلى مجاميع متجانسة.
فحين نظروا إلى نسبة صعود اللسان نحو الحنك أمكنهم أن يقسموا أصوات اللين إلى مجموعتين.
المجموعة الاولى: تشتمل أصوات اللين الضيقة CLOSE وأفراد هذه المجموعة هي: UI وما قرب منهما؛ لأن اللسان في كل منهما يبلغ في صعوده نحو الحنك، أقصى ما يمكن للنطق بصوت لين. [1] الأصوات اللغوية: د. إبراهيم أنيس، ص: 31.