يحركن أبداً[1].
وقد رأى القدماء أن ما يسمى بالحركات اعتبر في رأيهم عَرَضًا يصيب الحروف، ولا تكاد تكون عناصر أساسية في الكلمات، وقد اعترض على ذلك الأستاذ الألماني: شادة[2].
ويرى الدكتور إبراهيم أنيس:
أن القدماء قد ضلوا الطريق السَّوي، حين ظنوا أن هناك حركات قصيرة قبل حروف المد، فقالوا مثلا: إن هناك فتحة على التاء في: كتاب، وكسرة تحت الراء في: كريم، وضمة فوق القاف في: يقول [3].
ثم يتعجب ويقول:
والحقيقة أن هذه الحركات القصيرة لا وجود لها في تلك المواضع، فالتاء في: كتاب، محركة بألف المد وحدها، والراء في: كريم، محركة بياء المد وحدها، والقاف في: يقول، محركة بواو المد وحدها.
ويقول: ويظهر أن الكتابة العربية في صورتها المألوفة من وضع فتحة على التاء في: كتاب، وكسرة تحت الراء في: كريم، وضمة فوق القاف في: يقول، قد جعلت القدماء يتوهمون وجود حركات قصيرة في مثل هذه المواضع.
وأصوات اللين عنصر رئيسي في اللغات، وأكثر شيوعا فيها، ولهذا [1] سر صناعة الإعراب: ابن جني. [2] انظر محاضرته. [3] الأصوات اللغوية: للدكتور إبراهيم أنيس، ص: 39.