responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرر الخصائص الواضحة نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 192
والعرب سباق حلبة البيان ... يعترف لهم بذلك فصحاء كل زمان
قال بعضهم نحن أمراء الكلام فينا وشجت عروقه وعلينا تدلت غصونه فنحن نجني منها ما احلولي وعذب ونترك ما املولح وخبث وقال الجاحظ ليس في الأرض كلام هو أمتع ولا أنفع ولا آنق في الأسماع ولا أقود للطباع ولا أفتق للسان ولا أجود تقويماً للبيان من كلام الأعراب الفصحاء العقلاء وسئل بعض البلغاء أيما أشرف العرب أو العجم فقال العرب أحلى وأحلم وأعلى وأعلم وأقوى وأقوم وأنكى وأنكر وأذكى وأذكر وأعطى وأعطف وأحصى وأحصف وأبلى وأبلغ وأسمى وأسمح وأشرى للفخار وأشرف وأنفى للعار وآنف وسال كسرى الحرث بن كلدة لما وفد عليه ما الذي يحمد من أخلاق العرب ويحفظ من مذاهبهم فقال لهم أنفس سخية وقلوب جرية وعقول صحيحة وأنساب صريحة يمرق الكلام من أفواههم مروق السهم من الرمية أعذب من الماء وأرق من الهواء يطعمون الطعام ويضربون الهام عزهم لا يرام وجارهم لا يضام ولا يروع إذا نام
فمن وشائع ألفاظهم البارعة ... وبدائع معانيهم الرائعة
ما يحكى أن أعرابياً قال عند ضجره في طلب الرزق والله لقد تقلبت بي الأسباب وقرعت جميع الأبواب واضطربت غاية الاضطراب وسافرت حتى بلغت منقطع التراب ورضيت من الغنيمة بالاياب فما رأيت الحرمان إلا فائضاً والنحج إلا غائضاً واعترضت أعرابية المنصور بطريق مكة بعد موت السفاح فقالت يا أمير المؤمنين قد أحسن الله إليك في الحالتين وأعظم عليك النعم في المنزلتين سلبك خليفة الله وافادك خلافة الله فاحتسب عند الله ما سلبك وأشكر له ما منحك ووقف أعرابي على قوم يسألهم فقال يا أرباب الوجوه الصباح والعقول الصحاح والصدور الفساح والنفوس السماح والألسن الفصاح والمكارم الرباح هل فيكم من يسمع كلامي فيعذرني من مقامي ووقف أعرابي بقوم فقال يا قوم أشكو إليكم زماناً كلح لي بوجهه وأناخ علي بكلكله بعد نعمة من البال وثروة من المال وغبطة من الحال اعتورتني جديداه بنبال مصائبه عن قسي نوائبه فما تركا لي ثاغية أجتدي ضرعها ولا راغية أرتجي نفعها فهل فيكم معين على صرفه أو معد على حيفه فردوا عليه ولم

نام کتاب : غرر الخصائص الواضحة نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست