وإنّي لداع دعوة لو دعوتها ... على جبل الرّيّان لا نقضّ جانبه «1»
فبلغ ذلك أميرا كان عليهم، فأرسل إلى الفتى ليأخذه، فقال له الشيخ:
اخرج من خلف البيت، فسبق رسل الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقّه في آخر عمره فقال: [طويل]
تظلّمني مالي خليج وعقّني ... على حين كانت كالحنيّ عظامي «2»
تخيّرته وازددته ليزيدني ... وما بعض ما يزداد غير عرام «3»
وقال يحيى بن سعيد مولى تيم كوفيّ لابنه: [طويل]
غذوتك مولودا وعلتك يافعا ... تعلّ بما أجني عليك وتنهل «4»
إذا ليلة نالتك بالشكو لم أبت ... لشكواك إلّا ساهرا أتململ
كأنّي أنا المطروق دونك بالذي ... طرقت به دوني وعيني تهمل
فلمّا بلغت الوقت في العدّة التي ... إليها جرى ما أبتغيه وآمل
جعلت جزائي منك جبها وغلظة ... كأنك أنت المنعم المتفضّل «5»
فليتك إذ لم ترع حقّ أبوّتي ... كما يفعل الجار المجاور تفعل «6»
قال القاسم بن محمد: قد جعل الله في الصديق البارّ عوضا من الرّحم المدبرة.