بالفتى أقصى مبالغ الشرف، وجعلك من الأمل فيه والرجاء له على العيان واليقين، بمنّه وفضله.
وكتب بعض الكتّاب تهنئة بحجّ إلى صاحبه: الحقّ للسادة عند ما يجدّده الله لهم من نعمه في الدعاء، من جلائل حقوقهم على أوليائهم. وقد خصّ الله حقّك بما لا يسعني معه ادّخار مجهود في تعظيمه وشكره. ولولا أنّ الطاعة من حدوده، لم أنتظر إذنك لي في تلقّيك راجلا بالأوبة، إذ كان الكتاب بها دون السعير بأبلغ نصيب من التقصير. وأنا أسأل الله الذي أوفدك إلى بيته الحرام، وعمر بك مشاهده العظام؛ وأوردك حرمه سالما، وأصدرك «1» عنه غانما؛ ومنّ بك على أوليائك وخدمك، أن يهنئك بما أنعم به عليك في بدأتك ورجعتك؛ بتقبّل السعي ونجح الطّلبة وتعريف الإجابة.
وكتب بعض الكتّاب تهنئة بولاية: فإنه ليس من نعمة يجدّدها الله عندك، والصنع الجميل تحدثه لك الأيّام، إلّا كان ارتياحي له واستبشاري به واعتدادي بما يهب الله لك من ذلك، حسب حقّك الذي توجبه، وبرّك الذي أشكره، وإخائك الذي يعزّ ويجلّ عندي موقعه؛ فجعل الله ذلك فيه وله، ووصله بتقواه وطاعته. وبلغني خبر الولاية التي وليتها، فكنت شريكك في السرور وعديلك «2» في الارتياح، فسألت الله أن يعرّفك يمنها وبركتها، ويرزقك خيرها وعادتها، ويحسن معونتك على صالح نيّتك في الإحسان إلى أهل عملك والتألّف لهم، واستعمال العدل فيهم، ويرزقك محبتهم وطاعتك، ويجعلهم خير رعيّة.
وكتب رجل إلى معزول: فإنّ أكثر الخير فيما يقع بكره العباد، لقول الله