الحادث فيه، ولا تعتاض ممّا كان الله جمعه لك عنده من الميل إليك والصبر على مكروه جفائك، مع ما كان الله أعاره من قوّة العقل وأصالة الرأي، ومدّ له من عنانه «1»
إلى قصوى الغايات، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أفاتتنا الأيام منه حين تمّ واستوى، وغالى في المروءة وتناهى، وعند الله يحتسب المصاب به؛ وعظّم الله لك فيه الأجر، ومهّل «2» لك في العمر، وأجزل لك العوض والذّخر. فكلّ ماض من أهل فأنت سداد ثلمته «3» وجابر رزيّته. وقد خلّف من أنت أحقّ الناس به من عجوز وليت تربيتك وحياطتك في طبقات سنّك، وولد ربوا في حجرك ونبتوا بين يديك، ليس لهم بعد الله مرجع سواك، ولا مقيل «4» إلا في ذراك؛ فأنشدك الله فيهم فإنه أخرب أحوالهم بعمارة مروءته، وقطعهم بصلة فضله، والله يجزيه بجميل أثره ويخلفه فيهم بما هو أهله.
وفي فصل من كتاب: وقد جرى قضاء الله في هذه النازلة «5» ما نطق عمّا نالك وأبقى عندك، وهو حقّ مثلها وقدر ملمّها «6» .
وفي فصل آخر: لو كان ما يمسّك من أذى يشترى أو يفتدى، رجوت أن أكون غير باخل بما تضنّ به النفوس، وأن أكون سترا بينك وبين كل ملمّ ومحذور. فأعظم الله أجرك، وأجزل ذخرك، ولا خذل صبرك ولا فتنك؛ ولا جعل للشيطان حظّا فيك ولا سبيلا عليك.
المدائني قال: قدم رجل من عبس، ضرير محطوم الوجه «7» ، على