ولا مع الجزع فائدة؛ الموت أهون مما قبله وأشدّ مما بعد؛ اذكروا فقد رسول الله صلّى الله عليه وسلم تصغر مصيبتكم؛ وعظّم الله أجركم.
وكان علي رضي الله عنه إذا عزّى رجلا يقول: إن تجزع فأهل ذلك الرّحم، وإن تصبر ففي الله عوض من كل فائب؛ وصلّى الله على محمد، وعظّم الله أجركم.
وقال أعرابيّ: [طويل]
أيغسل رأسي أو تطيب مشاربي ... ووجهك معفور وأنت سليب
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه ... وليس لمن وارى التراب نسيب
وإني لأستحيي أخي وهو ميّت ... كما كنت أستحييه وهو قريب
وقال أعرابيّ: [طويل]
وما نحن إلا مثلهم غير أننا ... أقمنا قليلا بعدهم وتقدّموا
وقال آخر: [طويل]
وقد كنت أستعفي الإله إذا اشتكى ... من الأجر لي فيه وإن سرّني الأجر
وأجزع أن ينأى به بين ليلة ... فكيف ببين صار ميعاده الحشر
وقال آخر: [طويل]
وإنّا وإخوانا لنا قد تتابعوا ... لكالمغتدي والرائح المتهجّر «1»
وقال سليمان الأعجميّ: [مديد]
ربّ مغروس يعاش به ... عدمته كفّ مغترسه «2»