قيل لآخر: ما تشتكي؟ قال: تمام العدّة وانقضاء المدّة.
وبلغني عن معاوية بن قرّة قال: مرض أبو الدّرداء، فعاده صديق له فقال: أيّ شيء تشتكي؟ قال: ذنوبي؛ قال: فأيّ شيء تشتهي؟ قال: الجنّة؛ قال: فندعو لك بالطبيب؟ قال: هو أمرضني.
سئل رجل عن حاله فقال: [رجز]
كنّا إذا نحن أردنا لم نجد ... حتى إذا نحن وجدنا لم نرد
أرجف «1» الناس بعلّة معاوية وضعفه، فدخل عليه مصقلة بن هبيرة، فأخذ معاوية بيده ثم قال يا مصقل: [مجزوء الكامل المرفّل]
أبقى الحوادث من خلي ... لك مثل جندلة المراجم «2»
قد رامني الأقوام قب ... لك فامتنعت من المظالم
فقال مصقلة: أمّا قول أمير المؤمنين: «أبقى الحوادث من خليللك» ، فقد أبقى الله منك جبلا راسيا وكلا مرعيا لصديقك وسمّا ناقعا لعدوّك. وأمّا قولك: «قد رامني الأقوام قبلك» ، فمن ذا يرومك أو يظلم! فقد كان الناس مشركين فكان أبو سفيان سيّدهم، وأصبح الناس مسلمين وأصبحت أميرهم؛ فأعطاه معاوية فخرج؛ فسئل عنه فقال: والله لغمزني غمزة «3» كاد يكسر منها يدي وأنتم تزعمونه مريضا.
وقال المدائنيّ: دخل كثيّر عزّة على عبد الملك بن مروان، فقال: يا أمير المؤمنين، لولا أنّ سرورك لا يتمّ بأن تسلم وأسقم لدعوت الله أن يصرف