يقول لمن هذي القدور التي أرى ... تهيل عليها الرّيح تربا وسافيا «1»
فقالوا ولن يخفى على كلّ ناظر ... قدور رقاش إن تأمّل دانيا
فقلت متى باللحم عهد قدوركم ... فقالوا إذا ما لم يكنّ عواريا «2»
من اضحى إلى أضحى وإلّا فإنها ... تكون بنسج العنكبوت كما هيا
فلما استبان الجهد لي في وجوههم ... وشكواهم أدخلتهم في عياليا
ينادي ببعض بعضهم عند طلعتي ... ألا أبشروا هذا اليسيريّ جائيا
وقال أبو نواس: [طويل]
ودهماء تثفيها رقاش إذا شتت ... مركّبة الآذان أمّ عيال «3»
يغصّ بحيزوم البعوضة صدرها ... وتنزلها عفوا بغير جعال «4»
لو جئتها ملأى عبيطا مجزّلا ... لأخرجت ما فيها بعود خلال «5»
هي القدر قدر الشيخ بكر بن وائل ... ربيع اليتامى عام كلّ هزال «6»
وقال أيضا: [طويل]
رأيت قدور الناس سودا من الصّلى ... وقدر الرّقاشيّين زهراء كالبدر «7»
ولو جئتها ملأى عبيطا مجزّلا ... لأحرجت ما فيها على طرف الظّفر
يثبّتها للمعتفى بفنائهم ... ثلاث كحظّ الثاء من نقط الحبر «8»