فلما رأينا أنه عاتم القرى ... بخيل ذكرنا ليلة الهضب كردما «1»
فقمنا وحمّلنا على الأين والوجى ... جلالا بأوصال الرّديفين مرجما «2»
يدقّ خراطيم القنان كأنّما ... يدقّ بصوّان الجلاميد ختما «3»
فجئنا وقد باض الكرى في عيوننا ... فتى من عيون المعرقين مسلّما «4»
تناخ إليه هجمة واتكيّة ... رعت بالجواء البقل حولا مجرّما «5»
كأنّ بأحقيها إذا ما تنغّمت ... مزادا سقا فيه المزوّة معصما «6»
فبات رفيقي بعد ما ساء ظنّه ... بمنزلة من آخر الليل مكرما
ولو أنها لم يدفع العيس زمّها ... رأى بعضها من بعض أنسائها دما «7»
وقال حميد الأرقط: [طويل]
ومستنبح بعد الهدوء وقد جرت ... له حرجف نكباء والليل عاتم «8»
رفعت له مخلوطة فاهتدى بها ... يشبّ لها ضوء من النار جاحم «9»
فأطعمته حتى غدا وكأنّما ... تنازعه في أخدعيه المحاجم «10»