لبكت بصاعي حنطة صاع عجوة ... إلى صاع سمن فوقه يتربّع «1»
ودبّلت أمثال الأثافي كأنها ... رءوس نقاد قطّعت يوم تجمع «2»
وقلت لبطني أبشر اليوم إنّه ... حمى أمّنا ممّا تحوز وترفع
فإن كنت مصفورا فهذا دواؤه ... وإن كنت غرثانا فذا يوم تشبع «3»
فضحك الرشيد حتى استلقى على ظهره، ثم قال: كلوا باسم الله، هذا يوم تشبع (يا أصمعىّ) «4» .
قال: وكتب الحجاج إلى عامله بفارس: ابعث إليّ عسلا من عسل خلّار «5» ، من النّحل الأبكار، من الدّستفشار «6» ، الذي لم تمسّه النار.
وقال الأصمعيّ: كتب بعض الخلفاء إلى عامله بالطائف: أن أرسل إليّ بعسل أخضر في سقاء، أبيض في الإناء، من عسل النّدغ «7» والسّحاء «8» ، من حداب بني شبابة «9» .
والعرب تصف العسل بالبرودة.
وفي حديث ابن عباس أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سئل عن أفضل الشراب قال:
«الحلواء البارد يعني العسل» . وقال الأعشى: [هزج]
كما شيب بماء با ... رد من عسل النحل «10»