النّاس تحتك أقدام وأنت لهم ... رأس وكيف يسوّى الرأس والقدم
فحسبنا من ثناء المادحين إذا ... أثنوا عليك بأن يثنوا بما علموا «1»
وقال آخر: [وافر]
بأيّ الخصلتين عليك أثني ... فإنّي عند منصرفي مسول «2»
أبى الحسنى وليس لها ضياء ... عليّ فمن يصدّق ما أقول
أم الأخرى ولست لها بأهل ... وأنت البحر من ذهب يسيل
وقال بشّار: [بسيط]
أثني عليك ولي حال تكذّبني ... فيما أقول فأستحيي من الناس
قد قلت إنّ أبا حفص لأكرم من ... يمشي فخاصمني في ذاك إفلاسي
وكتب بعض الكتّاب إلى وزير: لست تشبه حالنا في الحرمة، ولا نشبه حالك في الجاه والقدرة، ولا ظاهر ما نحن عليه الباطن. وليس بعد حرمتي حرمة، ولا فوق سببي سبب، ولا بعد حالك حال يرتجى، ولا بعد منزلتك منزلة تتمنّى، ولا تنتظر شيئا ولا أنتظره؛ ولا أتوقّع حقّا أزيده في حقوقي، ولا تتوقّع فائدة تزيدها في ذات يدك. وكم تحتال بالألفاظ، وتموّه «3» بالمعاني، والناس يحتجّون بالعمل ويقضون بالعيان.
وقال بعض الشعراء: [طويل]
وزهّدني في كلّ خير صنعته ... إلى الناس ما جرّبت من قلّة الشكر
وقال أبو الهول في أبي المراء عتبة بن عاصم: [طويل]