وقال جرير لعمر بن عبد العزيز: [بسيط]
أأذكر الضّرّ والبلوى التي نزلت ... أم تكتفي بالذي بلّغت من خبري
وقال آخر: [طويل]
أروع لتسليم عليك وأغتدي ... وحسبك بالتّسليم منّي تقاضيا
كفى بطلاب المرء ما لا يناله ... عناء وباليأس المصرّح ناهيا «1»
وقال آخر: [كامل]
ما أنت بالسّبب الضّعيف وإنما ... نجح الأمور بقوّة الأسباب
فاليوم حاجتنا إليك وإنّما ... يدعى الطبيب لكثرة الأوصاب «2»
كتب بعض الكتّاب إلى بعض السلطان: أنا أنزّهك عن التجمّل لي بوعد يطول به المدى ويعتزله الوفاء، وأحبّ أن يتقرّر عندك أن أملي فيك أبعد من أن أختلس الأمور منك اختلاس من يرى في عاجلك عوضا من آجلك، وفي الراهن من يومك بدلا من المأمول في غدك، وألّا تكون منزلتي في نفسك منزلة من يصرف الطرف «3» عنه وتستكره النفس عليه ويتكلّف ما فوق العفو له، وأن تختار بين العذر والشكر؛ فالله يعلم أنّ آثر الحظّين عندي أحقّهما عليك، وأصوبهما لحالي عندك.
وفي كتاب: ذو الحرمة ملوم على فرط الدّالّة، كما أنّ المتحرّم به مذموم على التناسي والإزالة. ومن مذهبي الوقوف بنفسي دون الغاية التي يقدّمني إليها حقّي، لأمرين: أحدهما ألّا أرضى بدون الحقّ أزيد في الحقّ.