مصابنا بموت رجالنا لقد عظمت النعمة علينا بما أبقى الله لنا: شبّانا يشبّون «1» الحروب، وسادة يسدون المعروف، وما خلقنا ومن شمت بنا إلا للموت.
قيل لأيوب النبيّ عليه السلام: أيّ شيء كان أشدّ عليك في بلائك؟
قال: شماتة الأعداء.
إشتكى يزيد بن عبد الملك شكاة شديدة وبلغه أنّ هشاما سرّ بذلك، فكتب إلى هشام يعاتبه، وكتب في آخر الكتاب: [طويل]
تمنّى رجال أن أموت، وإن أمت ... فتلك سبيل لست فيها بأوحد
وقد علموا، لو ينفع العلم عندهم، ... متى متّ ما الداعي عليّ بمخلد
منيّته تجري لوقت وحتفه ... يصادفه يوما على غير موعد
فقال للذي يبغي خلاف الذي مضى ... تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد «2»
وقال الفرزدق: [وافر]
إذا ما الدّهر جرّ على أناس ... حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا ... سيلقى الشامتون كما لقينا
أغير على رجل من الأعراب فذهب بإبله فقال: [وافر]
لا والذي أنا عبد في عبادته ... لولا شماتة أعداء ذوي إحن «3»
ما سرّني أنّ إبلي في مباركها ... وأنّ شيئا قضاه الله لم يكن
وقال عديّ بن زيد العباديّ: [خفيف]
أرواح مودّع أم بكور ... لك فانظر لأيّ حال تصير